التحزب يعمي الخطاب السياسي- زيد حلمي

محرر صحفي في puk

الناخبون الشرفاء لا يخدعون أنفسهم بشأن أي شيء.

إنهم قادرون على تغيير آرائهم، ويحاولون أن يكونوا موضوعيين وصادقين ومنطقيين. يُدركون أنهم ليسوا بمنأى عن الأحكام المسبقة التي تُثيرها روح العصر، وخلفيتهم الاجتماعية، وتعليمهم، ومهنهم. إنهم مستعدون لاختبار كل شيء، لكنهم لا يتمسكون بشيء. إن غياب النزاهة الفكرية في المناخ السياسي الراهن يُنتج تعصبًا أعمى ونقاءً أيديولوجيًا، وهو ما يميز السياسة الوطنية اليوم. يستحيل الحوار العقلاني في هذه البيئة. يحصل الناخبون على معلومات متحيزة وحزبية من مصادر على الإنترنت والصحف والمجلات والتلفزيون والإذاعة، مما يُحدث فجوة أيديولوجية تُقسّم الساحة السياسية وتُشلّها. وهذا يُصعّب على الناخب اتخاذ قرار واقعي واعي. في ظل هذه الظروف، كيف يُمكن للمرء أن يتوصل إلى استنتاجٍ بشأن قضيةٍ مُعينة دون أن يكون مُتحيزًا أو مُتحيزًا أو ضيق الأفق أو غير كافٍ؟ حتى عند مواجهة أدلةٍ دامغة، يرفض أصحاب المعتقدات الراسخة قبول الأدلة الواقعية ويشعرون بالتهديد منها. إن غلبة الإيمان على الأدلة عاملٌ آخر يُفاقم معضلة الناخبين. أخشى أن تستمر هذه الهوة الأيديولوجية التي تُقسّم حياتنا السياسية وتُشلّها. وكثير من الأوقات نرى البعض يطبقون التعصب الأعمى في مجال السياسة أو فرض حزبه على مجموع الشعب ، هذه الحالة تدلل عندنا ليس هؤلاء الذين يقومون في ذلك هم مخلصين لحزبهم بل هم أصحاب مصالح خاصة وذاتية وبطريقتهم هذه يقومون
بارضاء زعيم الحزب ، فضلا عى ذلك يبرهنون لدى
الجميع بأنهم مخلصين للحزب بينما في واقع الحال
يقومون  باضرار جسيمة على حزبهم وهم أذكياء فيما يقومون به ، لأنهم في كل الحالات يستفيدون
من هذه التصرفات المسيئة لحزبهم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *