كشف مصدر سوري مطلع لوكالة فرانس برس أن أنقرة تعمل على إنشاء “مواقع عسكرية” داخل الأراضي السورية، بما في ذلك داخل قاعدة تي فور الجوية في محافظة حمص، التي تعرضت الأسبوع الماضي لضربات إسرائيلية. يأتي هذا التطور وسط تصاعد التوترات بين تركيا وإسرائيل حول النفوذ في سوريا، حيث أكدت تل أبيب مرارًا رفضها القاطع لوجود قواعد تركية على الأراضي السورية.
إسرائيل تعارض الخطوة التركية
شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ، يوم الثلاثاء الماضي (8 أبريل) على أن أنقرة تسعى لإنشاء قواعد عسكرية في سوريا، وهو ما تعتبره إسرائيل تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي. وقال نتنياهو: “لن نقبل بإنشاء قواعد تركية على الأراضي السورية لأنها تُشكل خطرًا علينا”، مشيرًا إلى أن مثل هذه الخطوة ستؤدي إلى تصعيد التوترات في المنطقة.
اجتماع أذربيجان يوضح الموقف الإسرائيلي
في سياق متصل، أكد مصدر إسرائيلي رسمي أن الاجتماع الذي عُقد الأربعاء الماضي بين ممثلين من إسرائيل وتركيا في أذربيجان كان فرصة لتوضيح موقف تل أبيب بشكل صارم. وأشار المصدر إلى أن إسرائيل “أبلغت تركيا بشكل لا لبس فيه أن أي تغيير في انتشار القوات الأجنبية في سوريا، وخاصة إنشاء قواعد تركية في منطقة تدمر، يُعتبر خطًا أحمر وسيُفسر كخرق للثقة”.
أهداف تركيا في سوريا
تسعى تركيا من خلال هذه الخطوة إلى تعزيز نفوذها في سوريا، خاصة في ظل التغيرات السياسية والعسكرية التي شهدتها البلاد مؤخرًا. ويبدو أن أنقرة ترى في إنشاء مواقع عسكرية فرصة لتأمين مصالحها الاستراتيجية والحد من نفوذ الجهات الأخرى، بما في ذلك الحكومة السورية المؤقتة وقوات سوريا الديمقراطية (قسد).
الضربات الإسرائيلية الأخيرة
جاءت الضربات الإسرائيلية الأخيرة على قاعدة تي فور الجوية في محافظة حمص في إطار استراتيجية إسرائيل المستمرة لمنع أي وجود عسكري أجنبي قد يُستخدم ضد مصالحها في سوريا. وتُعتبر القاعدة الجوية هدفًا استراتيجيًا بسبب موقعها الحيوي في وسط سوريا.
محاولات الجيش الإسرائيلي
في الوقت نفسه، يسعى الجيش الإسرائيلي إلى إبعاد القوات السورية عن حدوده الشمالية، حيث يعتبر أي وجود عسكري قريب تهديدًا مباشرًا لأمنه. كما يعمل على الحد من النفوذ الإيراني في سوريا، الذي يُعد أحد أهم أهداف السياسة الإسرائيلية في المنطقة.