اتهمت مصادر مطلعة “حكومة الجولاني” (في إشارة إلى حكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام) بنشر أخبار كاذبة ومغلوطة حول زيارة وفد دولي إلى سد تشرين شمال سوريا، حيث زعمت تلك الحكومة أن الزيارة تعني “انتشار قواتها على السد”، في محاولة لتأجيج التوترات وتضليل الرأي العام. هذا السلوك يكشف نوايا غير سليمة، وفقًا للمراقبين، ويهدف إلى تعقيد الجهود الدولية والمحلية الرامية إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة. و كانت طائرة مروحية واحدة فقط تابعة لوزارة الدفاع السورية قد هبطت بالقرب من السد و لكن الحكومة أعتبرتها أنزالا لقواتها في حين كانت تقل الوفد الحكومي السوري فقط.
تفاصيل زيارة الوفد الدولي إلى سد تشرين
زار وفد مشترك من التحالف الدولي والحكومة السورية وقوات خاصة من قوات سوريا الديمقراطية (قسد) سد تشرين يوم السبت. وقال مصدر من “قسد”، في تصريح خاص لوكالة نورث برس ، إن الزيارة كانت جولة استطلاعية تهدف إلى تقييم الوضع الأمني والإداري للسد، مع التركيز على ضمان استمرار تشغيله بعيدًا عن الأعمال القتالية.
وأكد المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن الأطراف المعنية قد توصلت إلى تفاهمات إدارية وأمنية حول إدارة السد، تتضمن النقاط التالية:
- تحييد السد عن الأعمال القتالية : سيتم إبعاد السد عن أي صراعات عسكرية مستقبلية.
- خفض القوات بشكل تدريجي : سيتم تقليص عدد القوات الموجودة على جانبي السد.
- انسحاب الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا : ستقوم الفصائل المسلحة المدعومة من الجيش التركي بالانسحاب من الجانب الغربي للسد، على أن تحل محلها قوات وزارة الدفاع في الحكومة السورية.
- حماية السد وإدارته : ستتولى قوى الأمن الداخلي (الأسايش ) التابعة للإدارة الذاتية حماية السد، بينما سيستمر موظفو الإدارة بإدارته.
وأشار المصدر إلى أن هذه الاتفاقية جاءت بفضل جهود أميركية حثيثة للتوصل إلى حلول تفاهمية بين الأطراف المختلفة.
حالة الهدوء في منطقة سد تشرين
تشهد منطقة سد تشرين حالة من الهدوء النسبي بعد صراع دامٍ استمر لنحو أربعة أشهر بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والفصائل المسلحة المدعومة من الجيش التركي. وقد ساهمت هذه الهدنة في تهيئة الأجواء للتفاهمات الجديدة التي تم الإعلان عنها.
ومن المتوقع أن يتم الإعلان قريبًا عن وقف إطلاق نار شامل بين قسد والجيش التركي، في خطوة قد تسهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي وتقليل التوترات.
نشر الأخبار المضللة: نوايا غير سليمة
على الرغم من التقدم المحرز في التفاهمات حول سد تشرين، يبدو أن بعض الأطراف، مثل “حكومة الجولاني”، تسعى إلى تقويض هذه الجهود من خلال نشر أخبار مضللة . فقد زعمت هذه الحكومة أن زيارة الوفد تعني “انتشار قواتها” على السد، وهو ما يتناقض تمامًا مع الحقائق على الأرض.
هذه المحاولات لتأجيج الفتنة تشير إلى نوايا غير سليمة، حيث تحاول هذه الأطراف استغلال الأوضاع الأمنية لتحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية على حساب الاستقرار الإقليمي.
الخلاصة
زيارة الوفد الدولي إلى سد تشرين تمثل خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار في المنطقة، من خلال تحييد السد عن الصراعات وتأمين إدارته بشكل مشترك. ومع ذلك، فإن محاولات نشر الأخبار المضللة من قبل بعض الأطراف، مثل “حكومة الجولاني”، تكشف عن نوايا غير سليمة تهدف إلى تعقيد الوضع وزعزعة الثقة بين الأطراف المتنازعة.