رفض التحالف الدولي لطلب دمشق الانضمام: بسبب دور القيادات الأجنبية المتطرفة في الجيش السوري

أفادت مصادر مطلعة لصحيفة “النهار” اللبنانية أن التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) رفض للمرة الثانية طلب الحكومة السورية الانتقالية برئاسة أحمد الشرع الانضمام إلى التحالف. هذا الرفض يعكس تحفظات دولية عميقة تجاه هيكلية الجيش السوري الجديد، خاصة فيما يتعلق بوجود قيادات أجنبية متطرفة في المناصب العليا.

الخلفية: محاولات دمشق للانضمام

في خطوة لافتة قبل نحو عشرة أيام، تقدمت الحكومة السورية الانتقالية بطلب ثانٍ للانضمام إلى التحالف الدولي، مستندة إلى دعم جهود دبلوماسية من قبل فرنسا وألمانيا والمملكة العربية السعودية. هذه الأطراف الثلاثة حاولت الضغط على واشنطن لقبول دمشق كشريك في محاربة “داعش”، معربة عن اعتقادها بأن انضمام سوريا يمكن أن يكون عاملاً إيجابيًا في تعزيز الاستقرار الإقليمي ودعم المرحلة الانتقالية.

الجهود الدبلوماسية الفرنسية والألمانية

  • باريس : أكد مصدر دبلوماسي فرنسي أن فرنسا عملت بالتنسيق مع ألمانيا وبتدخل سعودي لإقناع الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع بتقديم الطلب الثاني. وقد شددت باريس على أهمية هذه الخطوة لتعزيز قبول الغرب والولايات المتحدة للمرحلة الانتقالية في سوريا.
  • برلين والرياض : قدّمت ألمانيا والسعودية دعمًا مشابهًا، آملين أن يؤدي انضمام دمشق إلى التحالف إلى تعزيز التعاون الدولي في محاربة الإرهاب.

أسباب الرفض: القيادات الأجنبية المتطرفة

على الرغم من الجهود الدبلوماسية، أوضحت المصادر أن واشنطن أبدت تحفظات واضحة حول طلب دمشق، مركزة على قضية وجود قيادات أجنبية في الجيش السوري الجديد. وفقًا لمصادر الصحيفة:

  1. أسماء الضباط الأجانب :
    • طلبت واشنطن من الحكومة السورية المؤقتة تقديم قائمة بأسماء الضباط الرفيعين الذين يحملون جنسيات أجنبية.
    • اعتبرت الولايات المتحدة أن استمرار هؤلاء الضباط في مناصبهم يمثل تهديدًا للأمن العالمي، خاصة إذا كانوا مرتبطين بجماعات متطرفة أو شبكات إرهابية.
  2. تحدي لواشنطن :
    • إصرار دمشق على الاحتفاظ بهذه القيادات يُفسَّر كتحدٍ مباشر للمطالب الأمريكية.
    • يشير ذلك إلى عدم استعداد حقيقي من جانب الحكومة السورية لتفكيك البُنية الفوق وطنية التي تأسس عليها جزء من قوتها العسكرية.
  3. تعليق الطلب :
    • تركت واشنطن الطلب معلقًا دون رد رسمي، مما يمنح دمشق مهلة زمنية لتلبية الشروط المطلوبة.
    • هذه الخطوة تعكس استعدادًا من التحالف لمواصلة الحوار، لكنها أيضًا تضع دمشق أمام خيارين: إما التخلي عن القيادات الأجنبية أو فقدان فرصة الانضمام إلى التحالف.

الموقف الأمريكي: تمسك بالشروط

نقلت “النهار” عن مصدر دبلوماسي أمريكي من أصل عربي قوله إن دمشق لا تزال تراهن على أمور غير واقعية لضمان اعتراف الولايات المتحدة بها سياسيًا. وأكد المصدر أن واشنطن لن تقبل أي تعاون إلا إذا قامت دمشق بتلبية الشروط الأساسية، وعلى رأسها:

  • إعادة هيكلة الجيش السوري.
  • التخلص من القيادات الأجنبية المتطرفة.
  • ضمان عدم استخدام الجيش كأداة لتهديد الأمن الإقليمي أو الدولي.

تأثير القرار على المرحلة الانتقالية

رفض انضمام دمشق إلى التحالف له تداعيات كبيرة على المرحلة الانتقالية في سوريا:

  1. عزلة دولية :
    • استمرار غياب الدعم الدولي سيؤدي إلى زيادة عزلة الحكومة السورية الانتقالية، خاصة إذا استمرت في تجاهل المطالب الدولية.
  2. تحديات أمنية :
    • عدم التعاون مع التحالف الدولي قد يعرقل الجهود المبذولة لمحاربة “داعش”، مما يزيد من خطر استمرار التنظيم في نشاطاته الإرهابية.
  3. توتر العلاقات مع الغرب :
    • موقف واشنطن الحازم يشير إلى أن الغرب لن يتراجع عن مطالبه المتعلقة بإعادة هيكلة الجيش السوري، وهو ما قد يؤدي إلى تصعيد التوتر بين دمشق وحلفائها وبين المجتمع الدولي.

الخلاصة

رفض التحالف الدولي لطلب الحكومة السورية الانتقالية الانضمام إليه يعكس تحفظات دولية عميقة حول هيكلية الجيش السوري الجديد، وخاصة فيما يتعلق بوجود قيادات أجنبية متطرفة . هذا الرفض يضع دمشق أمام اختبار حقيقي لإثبات جديتها في التعاون مع المجتمع الدولي. إذا لم تستجب دمشق لهذه المطالب، فإن فرصها في الحصول على اعتراف سياسي دولي ستبقى محدودة، مما يهدد استقرار المرحلة الانتقالية ويضعف جهود محاربة الإرهاب في سوريا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *