في مقابلة نشرها موقع “مونيتور” الأمريكي، كشف الجنرال مظلوم عبدي ، قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، عن تفاصيل الاتفاق الأخير مع الحكومة السورية الانتقالية حول سد تشرين، مؤكدًا أن الجهود الأمريكية والدولية لعبت دورًا محوريًا في تحقيق هذا الاتفاق. ومع ذلك، أشار عبدي إلى وجود “ألغام” وضعها الجولاني في العملية التفاوضية، خاصة فيما يتعلق بمحاولات تقسيم الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا على أسس قومية.
تفاصيل اتفاق سد تشرين
1. إدارة السد وكوادره:
- أكد عبدي أن الاتفاق ينص على استمرار إدارة السد وكوادره كما هي دون أي تغيير، حيث سيستمر تشغيله من مركز عملياته حتى التوصل إلى اتفاق نهائي.
- سيتم تحييد السد عن الأعمال القتالية، مع خفض تدريجي لعدد القوات الموجودة على جانبيه.
2. انسحاب قسد وتسليم المواقع:
- ذكر عبدي أن قوات سوريا الديمقراطية انسحبت شرقًا بمسافة ثمانية كيلومترات من السد، وسلمت مواقعها لقوات الحكومة السورية.
- ستقوم قوات دمشق بدور الحاجز بين قسد و”الجيش الوطني” الموالي لتركيا، مما يقلل من فرص التصعيد العسكري في المنطقة.
3. دور قوى الأمن الداخلي (الأسايش):
- ستتولى قوى الأمن الداخلي (الأسايش) التابعة للإدارة الذاتية حماية منشأة السد، بينما يستمر موظفو الإدارة في إدارته.
الأجواء الإيجابية خلال توقيع الاتفاق
عبّر عبدي عن رضاه عن الأجواء التي رافقت توقيع الاتفاق مع الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع ، مشيرًا إلى أن اللقاء كان وديًا وهادئًا، وأن الشرع تعامل معهم باحترام وناداه باسمه الرسمي. وأوضح أن الجانب الأمريكي لم يكن طرفًا مباشرًا في المفاوضات، ولكنه لعب دورًا تسهيليًا عبر توفير وسائل النقل إلى دمشق.
الخطوط الحمراء لقسد
شدد عبدي على أن هناك خطوطًا حمراء لا يمكن تجاوزها بالنسبة لقسد:
- عدم تركيز السلطة الإدارية في دمشق فقط:
- أكد عبدي أن قسد تسعى إلى ضمان نظام لامركزي يحفظ حقوق جميع المكونات في شمال شرق سوريا.
- الحفاظ على هوية قسد ضمن الجيش الوطني السوري الجديد:
- أشار إلى أن الشرع لم يبدِ أي اعتراض على بقاء العرب ضمن صفوف قسد، وهو ما يعكس رغبة في الحفاظ على التنوع داخل القوات.
الألغام التي زرعها الجولاني
كشف عبدي عن تفاصيل قليلة عن ما جرى في مباحثاته مع الجولاني. و منها نستدل أن الجولاني يحاول وضع عراقيل أمام العملية التفاوضية، من خلال دفعه نحو فصل المناطق العربية عن الإدارة الذاتية وفرض تمثيل كردي فقط على مناطق الادارة الذاتية. هذه السياسة تعتبر جزءًا من استراتيجية “فرق تسد” التي يتبناها الجولاني، حيث يدعي الوطنية من جهة، بينما يعمل على تقسيم الإدارة الذاتية على أساس قومي من جهة أخرى كي يفصل المناطق العربية من الادارة الذاتية.
النقاط الرئيسية التي أثارها الجولاني:
- فصل المناطق ذات الغالبية العربية:
- طلب الشرع من قسد التخلي عن السيطرة على المناطق ذات الغالبية العربية مثل دير الزور والرقة ، لكنه لم يعتبر الأمر أولوية، وستتم مناقشة وضع تلك المناطق في المستقبل. أي بعد أن يبسط سيطرته على سوريا و يقيم العلاقات الدبلوماسية مع الغرب.
- التركيز على تمثيل كوردي فقط:
- حاول الجولاني فرض سياسة تهدف إلى تهميش المكون العربي في الإدارة الذاتية، مما قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في شمال شرق سوريا. و لكن الادارة الذاتية و من أجل دحض توجهات الجولاني قامت بتشكيل لجنه للتقاوض مع دمشق ثلاثة من مجموع سبعة من أعضائها من المكون العربي.