تركيا تراقب عن كثب الاتفاق بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية

صوت كوردستان: 

في تصريحات لافتة، كشفت وزارة الدفاع التركية اليوم الاثنين عن متابعتها الدقيقة للاتفاق الذي تم التوصل إليه قبل أكثر من شهر بين الحكومة السورية برئاسة أحمد الشرع وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) بقيادة الجنرال مظلوم عبدي . الاتفاق، الذي ينص على دمج مؤسسات الإدارة الذاتية ضمن الهيكل الحكومي السوري والحفاظ على وحدة الأراضي السورية، يبدو أنه يحظى باهتمام كبير من أنقرة التي تعتبر الشأن السوري جزءًا محوريًا من أمنها القومي.

تصريحات وزير الدفاع التركي

خلال كلمة له في اجتماع أمني عُقد في قيادة وزارة الدفاع التركية، أكد وزير الدفاع يشار غولير أن بلاده تولي أهمية بالغة لاستقرار سوريا ووحدة أراضيها. وأشار إلى أن تحقيق هذه الأهداف يعتبر “حاسمًا” ليس فقط لمستقبل سوريا، بل أيضًا لاستقرار المنطقة بأسرها.

النقاط الرئيسية في تصريحاته:

  1. دعم بناء القدرات الأمنية والدفاعية لسوريا :
    قال غولير: “ترسيخ الاستقرار في سوريا والحفاظ على وحدة أراضيها لهما أهمية حاسمة لمستقبل كل منطقتنا، وسيواصلون دعم بناء القدرات الأمنية والدفاعية لسوريا”.

    • هذا التصريح يعكس رغبة تركيا في لعب دور محوري في إعادة هيكلة الجيش والأجهزة الأمنية السورية بما يتماشى مع مصالحها.
  2. تهديدات متعددة الأبعاد :
    أشار الوزير إلى أن المنطقة تمر بمرحلة تتزايد فيها التهديدات متعددة الأبعاد، مثل النزاعات وعدم اليقين السياسي. وأكد أن تركيا ستتعامل بحزم مع أي تهديد قد يمس أمنها القومي.
  3. رسالة واضحة للكيانات المسلحة :
    قال غولير: “كل كيان أو مؤسسة لا تلقي السلاح، ستظل هدفًا لنا ولقواتنا.”

    • هذه الرسالة تبدو موجهة بشكل مباشر لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) وحزب العمال الكردستاني (PKK)، اللذين تعتبرهما تركيا تهديدًا وجوديًا لأمنها.

أهمية الاتفاق بين الحكومة السورية وقسد

  • دمج المؤسسات :
    الاتفاق بين الحكومة السورية وقسد يهدف إلى دمج مؤسسات الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا ضمن الهيكل الحكومي السوري، مع الحفاظ على وحدة الأراضي السورية. هذا الاتفاق جاء بعد سلسلة طويلة من المفاوضات، ويُعتبر خطوة مهمة نحو إنهاء حالة الانقسام في البلاد.
  • دور تركيا :
    رغم أن تركيا لم تكن طرفًا مباشرًا في المفاوضات، إلا أنها تراقب عن كثب تنفيذ الاتفاق. أنقرة تخشى أن يؤدي الاتفاق إلى تعزيز نفوذ الكورد في شمال شرق سوريا، مما قد يشكل تهديدًا طويل الأمد لأمن حدودها الجنوبية.

تحليل: ماذا يعني ذلك؟

  1. التدخل التركي المحتمل :
    تصريحات غولير تشير إلى أن تركيا لن تتردد في التدخل إذا شعرت بأن الاتفاق يعزز نفوذ الكورد أو يهدد مصالحها. مع ذلك، فإن التدخل قد يكون محدودًا وموجهًا ضد الجماعات التي تعتبرها أنقرة إرهابية، وليس ضد الحكومة السورية أو قسد بشكل شامل.
  2. الضغط على قسد :
    تركيا تحاول استغلال هذه المرحلة لدفع قسد إلى تقديم تنازلات أكبر، خاصة فيما يتعلق بنزع سلاح وحدات حماية الشعب (YPG)، الجناح العسكري لقسد، الذي تعتبره امتدادًا لحزب العمال الكردستاني.
  3. توافق مع الغرب :
    من خلال التركيز على “بناء القدرات الأمنية والدفاعية” لسوريا، تحاول تركيا تقديم نفسها كشريك استراتيجي للغرب في مواجهة التهديدات الإقليمية، بما في ذلك الإرهاب وتهريب النفط.

الخلاصة

تصريحات وزير الدفاع التركي تسلط الضوء على موقف أنقرة الحذر تجاه الاتفاق بين الحكومة السورية وقسد. بينما تؤكد تركيا دعمها لوحدة الأراضي السورية واستقرارها، فإنها ترسل رسائل واضحة بأنها لن تقبل بأي ترتيبات قد تهدد أمنها القومي.

المرحلة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مدى التزام الأطراف المعنية بتنفيذ الاتفاق، وكيفية تعامل تركيا مع التطورات في شمال شرق سوريا. مع استمرار التوترات في المنطقة، تبقى تركيا لاعبًا رئيسيًا لا يمكن تجاهله في مستقبل سوريا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *