حقيقة مرة من داخل النظام الايراني- محمد حسين المياحي

 

بسبب من الاوضاع الاقتصادية المتأزمة للنظام الايراني وإنعکاس ذلك على الاوضاع المعيشية للشعب الايراني بحيث أصبحت على أسوأ ما يکون، فإن النظام الايراني يحاول دائما البحث عن طرق وأساليب من أجل إمتصاص النقمة الشعبية ضده، وبهذا السياق فإنه يحاول دائما ربط الاوضاع الاقتصادية السلبية القائمة بالعقوبات الدولية المفروضة عليه وإن تحسن الاوضاع الاقتصادية رهن برفع هذه العقوبات، ومن هنا فإنه يوحي بأن ذهابه للمفاوضات حول برنامجه النووي هو من أجل رفع العقوبات کي تتحسن الاوضاع الاقتصادية ونفس الشئ بالنسبة للأوضاع المعيشية للشعب الايراني.

بعد موافقة النظام الايراني على إجراء المفاوضات مع إدارة ترامب بشأن برنامجه النووي رغم کل تلك التصريحات المتشددة، فإن النظام ووسائل إعلامه يرکزون على إن هناك نقتين أساسيتين ستطرحان على طاول التفاوض وهما رفع العقوبات والبرنامج النووي، رغم إن هذا الکلام غير صحيح ذلك إنه هناك نقاط أخرى ستطرح، لکن تأکيد النظام على هاتين النقطين ولاسيما على مسألة رفع العقوبات يأتي من أجل لفت أنظار الشعب الايراني والعالم الى إن معاناة الشعب الايراني من جراء الاوضاع الاقتصادية السيئة وکون أکثر من 70% من الشعب الايراني يعيشون تحت خط الفقر، إنما هو بسبب العقوبات الدولية.

لکن تسويق هذا الکلام ولاسيما خلال هذه المرحلة الصعبة والحساسة جدا التي يمر بها النظام هو من أجل تحقيق أکثر من هدف، إلا إن الحقيقة غير ذلك تماما، إذ سبق وإن إعترف مسٶولون وخبراء في النظام ولأکثر من مرة بأن سبب الاوضاع الاقتصادية السيئة ليس من جراء العقوبات الدولية المفروضة على النظام ومن المهم جدا هنا أن نلفت النظر الى ما جاء في صحيفة”جوان” الناطقة بإسم الحرس الثوري الايراني في إفتتاحيتها المنشورة في 10 أبريل 2025، عندما إعترفت الصحيفة وبصورة صريحة جدا بأن”الانهيار الاقتصادي والاجتماعي في البلاد لا يعود إلى العقوبات الخارجية، بل هو نتيجة عقود من الفساد، وسوء الإدارة الداخلية، والخلل البنيوي العميق في النظام.”.

إفتتاحية الصحيفة التي کانت تحت عنوان”نسيم التفاوض لا يبرد صحراء الأزمات الداخلية”، تضمنت هجوما لاذعا للصحيفة ضد الرواية الرسمية للنظام التي تحمل العقوبات مسؤولية الأزمات المتفاقمة، مؤكدة أن “العقوبات خنقت الاقتصاد، لكن جذور الأزمة الحقيقية أعمق بكثير”، مشيرة إلى “الاعتماد المزمن على النفط، والفساد المستشري، والبيروقراطية العاجزة” كأسباب جوهرية. وأکدت الصحيفة وبصراحة غير معهودة”التفاوض دون تغيير داخلي ليس إلا سرابا يصنع وهما كاذبا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *