أعلنت نقابة الفنانين في سوريا، عبر صفحتها على فيسبوك يوم الأربعاء، شطب عضوية الممثلة السورية المعروفة سلاف فواخرجي من سجلات النقابة. القرار الذي حمل الرقم /34/ق، وقعه نقيب الفنانين السوريين مازن الناطور ، واستند إلى القانون رقم 40 لعام 2019 والنظام الداخلي للنقابة. السبب الرسمي للشطب هو “خروجها عن أهداف النقابة”، مع الإشارة إلى أن فواخرجي “أنكرت الجرائم الأسدية” و”تنكرت لآلام الشعب السوري”، وهو ما اعتبرته النقابة خرقًا للمبادئ التي يجب أن يلتزم بها أعضاؤها.
أسباب القرار: بين السياسة والطائفية
- موقف فواخرجي المؤيد للنظام السابق :
سلاف فواخرجي، وهي من الطائفة العلوية، كانت مؤيدة لنظام بشار الأسد ولم تغير مواقفها السياسية أو تعتذر عن دعمها السابق، وهو ما جعلها مستهدفة . - تهمة إنكار الجرائم :
البيان الصادر عن النقابة اتهم فواخرجي بـ”إنكار الجرائم الأسدية”، في إشارة إلى الانتهاكات التي ارتكبتها القوات الحكومية السابقة ضد الشعب السوري. - استهداف طائفي محتمل :
هناك تحليلات تشير إلى أن القرار قد يكون مرتبطًا بطائفة فواخرجي العلوية، خاصة في ظل التوترات الطائفية التي ما زالت قائمة في سوريا. عدم تصفيقها لحكومة الجولاني وحلفائه المتطرفين قد يكون أحد الأسباب غير المعلنة للضغط عليها.
التحديات المهنية لفواخرجي
- فقدان عضوية النقابة :
عضوية النقابة شرط أساسي لممارسة العمل الفني داخل سوريا، مما يعني أن فواخرجي ستواجه تحديات كبيرة في مواصلة حياتها المهنية داخل البلاد. - عدم وجود رد رسمي :
حتى الآن، لم تصدر أي تصريحات رسمية من فواخرجي بشأن القرار. ومع ذلك، فإن هذا الصمت قد يكون مؤقتًا، حيث من المتوقع أن ترد على القرار بشكل مباشر في الأيام المقبلة.
هل القرار سياسي أم شخصي؟
- رسالة سياسية واضحة :
- القرار يأتي في سياق الضغوط المستمرة على الرموز التي لم تعلن ولاءهم للحكومة الجديدة بقيادة الجولاني وأحمد الشرع.
- استهداف شخصيات علوية :
- هناك من يرى أن القرار ليس مجرد خطوة سياسية، بل قد يكون جزءًا من حملة أوسع تستهدف الطائفة العلوية، التي كانت تقليديًا قريبة من نظام الأسد.
- حرية التعبير تحت المجهر :
- شطب فواخرجي بسبب آرائها السياسية يثير تساؤلات حول حرية التعبير في سوريا الجديدة. هل يُسمح فقط بالآراء المؤيدة للحكومة الحالية؟
الخلاصة
قرار شطب سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين يعكس تعقيدات المشهد السوري الحالي، حيث تتداخل السياسة بالمواقف الشخصية والطائفية. بينما تبرر النقابة قرارها بأن فواخرجي “خرجت عن أهداف النقابة”، يبدو أن هذا القرار يحمل رسائل سياسية وطائفية أكبر.
مع استمرار إعادة تشكيل سوريا الجديدة، ستظل القضايا المتعلقة بحرية التعبير والمصالحة الوطنية تمثل تحديات كبيرة. بالنسبة لفواخرجي، فإن هذا القرار قد يكون نقطة تحول في حياتها المهنية، وقد يفتح الباب أمام نقاش أوسع.