صوت كوردستان:
كشف مسؤول أمريكي رفيع المستوى في إدارة الرئيس دونالد ترامب ، الخميس، عن قائمة مطالب تتألف من ثماني نقاط وجهتها واشنطن إلى الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع ، كشروط أساسية لرفع العقوبات عن سوريا. هذه المطالب تعكس نهجًا حذرًا من واشنطن تجاه الحكومة السورية الجديدة، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى ضمان تحقيق أهدافها الأمنية والاستراتيجية قبل تقديم أي تنازلات.
المطالب الأمريكية: محاربة الإرهاب وتهدئة إسرائيل
- محاربة الإرهاب على الأراضي السورية :
طلبت واشنطن السماح لها بتنفيذ عمليات مكافحة الإرهاب داخل سوريا، بما يضمن استمرار الجهود لمنع عودة تنظيم “داعش” أو أي جماعات متطرفة أخرى. - تبديد مخاوف إسرائيل :
طالبت واشنطن دمشق بإعلان حظر شامل على جميع الميليشيات والأنشطة السياسية المرتبطة بحركات فلسطينية، بالإضافة إلى ترحيل أعضاء هذه المجموعات لتهدئة المخاوف الإسرائيلية. - دعم عملية “العزم الصلب” :
طُلب من الحكومة السورية دعم التحالف الدولي ضد “داعش”، الذي تقوده الولايات المتحدة تحت اسم “عملية العزم الصلب”.
توحيد الأقليات وتطهير الحكومة
- إثبات قدرة الشرع على توحيد الأقليات :
أكد المسؤول الأمريكي أن على أحمد الشرع أن يثبت قدرته على توحيد مختلف المكونات والأقليات في سوريا، بما يعزز الاستقرار ويمنع الانقسامات الداخلية. - تطهير الحكومة من المتشددين :
واشنطن تشدد على ضرورة أن يثبت الشرع أنه نجح في تطهير حكومته من أي عناصر متطرفة أو مرتبطة بالنظام السابق، مشيرةً إلى أن التعامل مع سوريا سيظل حذرًا حتى يتم تحقيق ذلك.
تقليص الوجود العسكري الأمريكي… بشروط
- خطط لتقليص القوات الأمريكية :
أشار المسؤول إلى أن واشنطن تخطط لتقليص وجودها العسكري في سوريا، لكنه شدد على أن هذا القرار سيكون مشروطًا بتلبية دمشق للمطالب الأمريكية. - الأفعال أهم من الأقوال :
قال المسؤول: “نحن ننتظر من دمشق أفعالًا لا أقوالاً”، مؤكداً أن مجرد الإعلان عن النوايا لن يكون كافيًا لإحداث تغيير في السياسة الأمريكية تجاه سوريا.
النقاط الثمانية: تفاصيل القائمة
بحسب ما نقلته صحيفة “واشنطن بوست” ، تشمل قائمة المطالب التي سلمتها واشنطن إلى الشيباني في فبراير الماضي النقاط التالية:
- السماح للولايات المتحدة بتنفيذ عمليات مكافحة الإرهاب على الأراضي السورية.
- حظر جميع الميليشيات والأنشطة السياسية المرتبطة بحركات فلسطينية.
- ترحيل أعضاء هذه الجماعات الفلسطينية لتهدئة المخاوف الإسرائيلية.
- دعم عملية “العزم الصلب” ضد تنظيم “داعش”.
- العمل على توحيد الأقليات والمكونات المختلفة في سوريا.
- تطهير الحكومة من أي عناصر متطرفة أو مرتبطة بالنظام السابق.
- منع عودة إيران أو أي وكلاء لها إلى الأراضي السورية.
- تقديم ضمانات واضحة حول عدم استخدام سوريا كقاعدة لتهديد الدول المجاورة.
تحليل: هل تستجيب دمشق؟
- ضغوط أمريكية وإسرائيلية مشتركة :
- المطالب الأمريكية تأتي في سياق الضغوط المشتركة مع إسرائيل، التي تعتبر سوريا مصدر تهديد بسبب وجود الميليشيات الفلسطينية والإيرانية سابقًا.
- تحديات أمام الشرع :
- تحقيق هذه المطالب يتطلب خطوات جذرية من الحكومة السورية الجديدة، مثل إنهاء النفوذ الإيراني وحل الميليشيات، وهو ما قد يواجه مقاومة داخلية.
- مستقبل العقوبات :
- إذا لم تستجب دمشق لهذه المطالب، فمن غير المرجح أن ترفع واشنطن العقوبات قريبًا، مما سيؤدي إلى استمرار الأزمة الاقتصادية في سوريا.
الخلاصة
المطالب الأمريكية من الحكومة السورية الانتقالية برئاسة أحمد الشرع تعكس نهجًا صارمًا وحذرًا من واشنطن، حيث تسعى لضمان تحقيق أهدافها الأمنية والاستراتيجية قبل تقديم أي تنازلات.
بينما تضغط الولايات المتحدة لضمان محاربة الإرهاب ومنع عودة النفوذ الإيراني، فإن تحقيق هذه المطالب يشكل تحديًا كبيرًا للحكومة السورية الجديدة. ومع ذلك، فإن استجابة دمشق لهذه المطالب قد تكون المفتاح لرفع العقوبات واستعادة الاستقرار الاقتصادي والسياسي في البلاد.
حتى ذلك الحين، ستبقى سوريا تحت المجهر الأمريكي، حيث الأفعال هي المعيار الوحيد الذي ستحدد بناءً عليه واشنطن موقفها النهائي.