تركيا توضح آلية “منع التصادم” مع إسرائيل في سوريا: ليست تطبيعًا بل تنسيقًا

أكدت وزارة الدفاع التركية أن آلية “منع التصادم” مع إسرائيل في سوريا ليست محاولة لتطبيع العلاقات، بل هي إطار عمل تقني يهدف إلى منع المواجهات المباشرة بين القوات التركية والإسرائيلية في الأراضي السورية. جاء ذلك خلال الإحاطة الأسبوعية التي قدمها المستشار الإعلامي والمتحدث باسم الوزارة، الأدميرال زكي أكتورك .

آلية “منع التصادم”: التنسيق لتجنب الصدام

  • الغرض الأساسي :
    أكدت الوزارة أن الآلية تهدف إلى ضمان تنفيذ العمليات العسكرية في سوريا بشكل آمن ومُتحكَّم فيه، ومنع وقوع حوادث غير مرغوب فيها قد تؤدي إلى تصعيد التوتر بين الجانبين.
  • الاجتماع التقني الأول :
    عُقد الاجتماع الأول حول هذه الآلية مؤخرًا في أذربيجان ، حيث تم الاتفاق على خطوات عملية لتعزيز التواصل وتبادل المعلومات بين تركيا وإسرائيل.
  • أهداف الآلية :
    • منع تصعيد التوتر.
    • تجنب سوء الفهم بين القوات التركية والإسرائيلية.
    • الحفاظ على الاستقرار الإقليمي.
    • استبعاد احتمالات الصدام العسكري بسبب عمليات متوازية أو غير مخطط لها.

الرد على المزاعم اليونانية: رفض الإجراءات الأحادية

  • انتقاد المخطط البحري اليوناني :
    وصفت وزارة الدفاع التركية المخطط اليوناني الأخير للشرق المتوسط وبحر إيجه بأنه “إجراءات أحادية لا تستند إلى أساس قانوني وتتعارض مع القانون الدولي”.
  • حماية الحقوق التركية :
    شددت الوزارة على تصميم القوات المسلحة التركية لحماية حقوق ومصالح البلاد في بحر إيجه والشرق المتوسط، معتبرة أن المزاعم اليونانية تتجاهل النزاعات القائمة وتنتهك حقوق الجانب التركي.
  • حل النزاعات عبر الحوار :
    أكدت الوزارة أن الحل العادل يجب أن يكون عبر الحوار ووفقًا لمبادئ القانون الدولي.

تعليق ساخر على التصريحات اليونانية

  • رد فعل على الجنرال اليوناني :
    علقت الوزارة بسخرية على تصريحات الجنرال اليوناني ديميتريوس خوبيس الذي زعم أن “اليونان مستعدة للتدخل ضد تركيا خلال 5 دقائق”، قائلة: “لا تتوقعوا منا الرد على تصريحات سخيفة حتى هم لا يصدقونها”.

تحليل: دلالات وأبعاد الآلية التركية-الإسرائيلية

  1. إطار تقني وليس سياسي :
    • الهدف الأساسي من الآلية هو فصل العمليات العسكرية التركية والإسرائيلية في سوريا، بما يقلل من فرص الصدام المباشر. وهذا لا يعني تطبيع العلاقات بين البلدين، بل هو خطوة عملية لتفادي أي تصعيد غير مقصود.
  2. التنافس الإقليمي :
    • رغم وجود التنسيق التقني، فإن التنافس بين تركيا وإسرائيل على النفوذ في سوريا لا يزال قائماً. الآلية تعكس رغبة الطرفين في إدارة التوترات دون الانجرار إلى مواجهة مباشرة.
  3. التحديات في الشرق المتوسط :
    • التوترات مع اليونان تظهر أن تركيا تواجه تحديات متعددة في المنطقة، سواء في سوريا أو في شرق المتوسط. رد أنقرة الحازم على المزاعم اليونانية يعكس تصميمها على حماية مصالحها الوطنية.

الخلاصة

آلية “منع التصادم” بين تركيا وإسرائيل في سوريا تمثل خطوة تقنية لتنظيم العمليات العسكرية ومنع الصدام المباشر، دون أن تعني أي تقارب سياسي. وفي الوقت نفسه، تواصل تركيا مواجهة التحديات الإقليمية، خاصة في شرق المتوسط، حيث ترفض بشدة أي محاولات يونانية أحادية تهدد حقوقها.

مع استمرار التوترات في المنطقة، يبدو أن تركيا تعمل على تحقيق توازن دقيق بين إدارة الصراعات وحماية مصالحها الوطنية، مع التمسك بالمبادئ الدولية والحوار كوسيلة لحل النزاعات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *