دولارات إيران مقابل التصعيد العسكري الامريكي- الاستاذ الدكتور خليل شمه

الحنكة الدبلوماسبة والذكاء السياسي للقادة الإيرانيين وخبرتهم في التعامل مع الغرب بقيادة الولايات المتحدة الإيرانية قد يشتت موقف ترامب ويزيده ارباكا في مسألة الحل العسكري ضد إيران. المعروف عن ترامب تخبطه في اتخاذ قراراته على الصعيدين الخارجي والداخلي وكثرة تناقضاته في حسم القرار السياسي او العسكري بشأن القضايا الخاصة بفلسطين واوكرانيا او فيما يتعلق بإيران “العنودة”.

 وكما هو واقع فان ترامب مجنون بالمال “تاجر” قبل ايا كان من التدعيات العسكرية او السياسية، وأن إيران هي في ذات الوقت تاجر مرموق في التعاملات التجارية (قيل سابقاً ان اردت منافسة اليهودي تجاريا فعليك مواجهته بإيراني).     

الجانب الأخر من موضوعنا هو ان إيران عام 2015 غير أيران 2025. فقوة أيران العسكرية الحالية ملفتة لنظر الغرب وأمريكا. إذ ان إيران، رغم الحصار اللاخلاقي والضغط السياسي وعزلها عن محيطها الاقليمي والدولي طيلة عقود، تمكنت من تطوير قدراتها التسليحية النووية والعسكرية. كما تمكنت من كسر الحصار الاقتصادي بالاعتماد على قدراتها الذاتية بالشكل الذي جعل من اقتصادها حيا قادرا على الحد من تداعيات الحصار الاقتصادي رغم تدهور سقف سعر التومان.

والعودة الى موضوعة الترليون من الدولارت الامريكية المتوقع زيادة ذلك الى اربع ترليونات، كصفقة تجارية بين الطرفين الإيراني والامريكي، تسيل لها لعاب ترامب “الجشع”. فترامب غير معني كثيرا بالوضع العسكري في العالم او احرازه نصرا على اعدائه، ولا هو معني بتغيير الانظمة السياسية بقدر اهتمامه ان تكون “امريكا اولاً” وعودة الولايات المتحدة الامريكي الى مكانتها الاقتصادية الأولى في العالم.

هذا وقد ذكرت مصادر حكومية إيرانية؛ في تقارير غربية وخليجية، أن الرسائل المتبادلة بين طهران وواشنطن شهدت مساحة لابأس بها في الآونة الأخيرة بعد فترة من الجمود والتعنت من كلا الجانبين، الامر الذي سيدفع بالطرفين الى عقد صفقة اقتصادية ضخمة. فالإيرانيون عرضوا على ترامب شراء ما يقرب من 2000 طائرة بوينغ، والمئات من السيارات الحديثة لتحديث البنى التحتية لقطاع النقل والمواصلات، والاستثمار في القطاع النفطي والغاز وكذلك بناء العشرات من المصافي الحالية، والاستثمار في القطتع التكنولوجي في الزراعة وصناعة الادوية وفي مجال الالكترونيات وغيرها من المرافق الحيوية لإعادة الهيكلية الاقتصادية لإيران.

الجدير ذكره أن الشركات الامريكية رحبت كثيرا بالاستثمار في المجال النفطي والغاز وباقي الصناعات التعدينية، حيث تملك إيران الكثير من المعادن غير المستثمرة او تخلف المصانع التعدينية التي حرمت من التطوير الحديث نتيجة الحصار الاقتصادي، الامر الذي لم يخفيه الكثير من المسؤولين الايرانيين وعلى رأسهم الرئيس الإيراني بزشكيان.

وهناك معلومات أخرى تشير الى أن المقترحات الإيرانية عرضت على الجانب الامريكي خلال الـ 40 دقيقة بعد اللقاء المباشر بين الجانبين الذي اجري في مسقط الاسبوع الماضي ( 12 نيسان 1925 ). وفضلا عن ذلك ان الجانب الإيراني قدم المزيد من الاغراءات الايرانية لترامب لم يفصح عنها لغاية الان، وقد تجعل هذه الصفقة من ترامب صانع اكبر الصفقات بعد احلال السلام في اوكرانيا والهيمنة على المعادن الغالية فيها.

ان مثل هذه الصفقات ستكون رابحة لكلا الطرفين. بالمقترحات الشاملة مع إيران سيوفر ملايين من فرص العمل، مما يجعل الامن والاستقرار والرخاء الاقتصادي امرا ممكنا. كما ان الصفقة مع الامريكان ستقضي على البطالة في إيران وتفتح افاقا مريحة للتنمية الاقتصادية في إيران والمنطقة باكملها. وأن الصفقة إن تم تمريرها ستكون اكبر سوق مغري لترامب وزمرته من ارباب الاعمال في امريكا.

اعتقد شخصيا أن خامنئي والقيادة الإيرانية لا يمكنهم رفض الفوائد الاقتصادية الهائلة التي ستاتي من وراء هذه الصفقة التجارية -الاقتصادية المحتملة، فالوضع الاقتصادي في حالة تعثر كبيرة، لذا نرى ان استقرار البلاد اقتصاديا سيوفر ظروف ايجابية لديمومة النظام السياسي لإيران واستمراره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *