صوت كوردستان:
تشهد مناطق شمال وشرق سوريا تحركات نشطة من قبل القوات الأمريكية العاملة ضمن “التحالف الدولي”، في خطوة تهدف إلى إعادة ترتيب وتموضع القوات لضمان أمنها وسط تصاعد التكهنات حول تحركات تنظيم “داعش” والميليشيات المرتبطة بإيران. هذه التحركات تأتي في سياق تقييم التهديدات الأمنية المحتملة، خاصة مع الحديث عن احتمالية تقليص الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة.
تفاصيل التحركات العسكرية
- نقل المعدات والقوات :
رصدت مصادر ميدانية، بما في ذلك المرصد السوري لحقوق الإنسان ، بدء القوات الأمريكية بنقل معدات عسكرية ولوجستية من حقل العمر وقاعدة كونيكو ، أكبر قواعد التحالف في ريف دير الزور الشرقي، باتجاه قاعدة الشدادي جنوب الحسكة. - إغلاق مؤقت للنقاط الصغيرة :
ترافقت عمليات النقل مع إغلاق مؤقت للنقاط التابعة للتحالف داخل الحقول المذكورة، بهدف إفراغ النقاط الصغيرة التي لا تتمتع بحماية جوية وتدعيم النقاط الكبيرة الأكثر أمانًا واستراتيجية. - استخدام الطائرات لنقل التجهيزات :
شُوهدت طائرات تحلّق بين الحقلين لنقل تجهيزات حساسة لا يمكن نقلها عبر الشاحنات، مما يشير إلى أهمية العملية وجودة المعدات المنقولة.
أسباب إعادة التموضع
- مواجهة التهديدات الأمنية :
- القوات الأمريكية تسعى إلى تقييم حجم التهديدات المحتملة من تنظيم “داعش” والميليشيات المرتبطة بإيران. إعادة التموضع تهدف إلى تعزيز القدرات الدفاعية والاستجابة السريعة لأي هجمات محتملة.
- اختبار ردود الفعل :
- التحركات تأتي أيضًا في إطار اختبار ردود فعل الأطراف الأخرى، بما في ذلك تركيا وروسيا وإيران، على أي تغيير في الوجود العسكري الأمريكي.
- تعزيز النقاط الاستراتيجية :
- التركيز على تدعيم القواعد الكبرى مثل الشدادي يعكس استراتيجية جديدة لتركيز القوات والمعدات في مواقع أكثر أمانًا وقابلة للدفاع.
- احتمال تقليص الوجود :
- رغم استمرار الوجود الأساسي في القواعد الرئيسية، فإن التحركات قد تكون جزءًا من خطط مستقبلية لتقليل الانتشار العسكري دون التخلي عن السيطرة على المناطق الحيوية.
التحديات الأمنية في المنطقة
- تنظيم “داعش” :
رغم هزيمته العسكرية، لا يزال تنظيم “داعش” يشكل تهديدًا كبيرًا في المناطق الصحراوية والنائية، حيث يقوم بشن هجمات محدودة ضد القوات المحلية والدولية. - الميليشيات المرتبطة بإيران :
الميليشيات المدعومة من إيران، مثل حزب الله والحشد الشعبي ، تواصل نشاطها في شرق سوريا، مما يشكل تهديدًا مباشرًا للقوات الأمريكية وحلفائها المحليين. - التوترات التركية :
تركيا تعتبر وجود القوات الأمريكية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) في المنطقة تهديدًا لمصالحها، وقد تسعى إلى استغلال أي تقليص للوجود الأمريكي لتعزيز نفوذها.
تحليل: هل تتجه واشنطن إلى تقليص وجودها؟
- التوازن بين الانسحاب والإبقاء :
- الولايات المتحدة تسعى إلى تحقيق توازن بين تقليص وجودها العسكري في سوريا والحفاظ على قدرتها على مواجهة التهديدات الأمنية الإقليمية. إعادة التموضع قد تكون خطوة أولى نحو هذا الهدف.
- الحفاظ على المصالح الاستراتيجية :
- رغم أي تقليص محتمل، ستبقى القوات الأمريكية في القواعد الكبرى لضمان السيطرة على الموارد الحيوية مثل النفط والغاز، ومنع أي قوى معادية من السيطرة على هذه المناطق.
- دور الوساطة والتنسيق :
- التحالف الدولي يستمر في لعب دور الوسيط بين “قسد” وحكومة الجولاني، مما يعزز أهمية بقاء القوات الأمريكية كلاعب رئيسي في المشهد السوري.
الخلاصة
إعادة تموضع القوات الأمريكية في سوريا تعكس استراتيجية جديدة تستهدف تعزيز الأمن وضمان القدرة على مواجهة التهديدات المتزايدة من تنظيم “داعش” والميليشيات المرتبطة بإيران.
مع استمرار التوترات الإقليمية، يبدو أن الولايات المتحدة تعمل على تكييف وجودها العسكري بما يتماشى مع التغيرات الميدانية والسياسية، دون التخلي عن مصالحها الاستراتيجية في البلاد. ومع ذلك، فإن أي خطوة نحو تقليص الوجود العسكري قد تفتح المجال أمام صراعات جديدة بين الأطراف الإقليمية المختلفة، مما يجعل المستقبل السياسي والأمني لسوريا مليئًا بالتحديات.