التحالف الدولي و”قسد” ودمشق ينسجون تفاهمات جديدة شمال سوريا – جولة مشتركة

صوت كوردستان:

في خطوة لافتة وغير مسبوقة، شهدت مناطق شرق بلدة عين عيسى وخط الـ M4 وصولاً إلى منطقة التروازية في ريف الرقة جولة مشتركة ضمت وفداً من التحالف الدولي ، وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) ، وممثلين عن حكومة دمشق . هذه الجولة الميدانية تأتي في سياق تنسيق أمني متزايد بين الأطراف الثلاثة، وسط أجواء حذرة من التوترات الإقليمية وخصوصاً مع التهديدات التركية المستمرة.

تفاصيل الجولة المشتركة

  • المواقع المتقدمة على خط التماس :
    الجولة شملت مواقع متقدمة على خطوط التماس القريبة من مناطق سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها، حيث تم تنفيذ إجراءات أمنية مشددة وانتشار مكثف للعناصر لضمان سلامة الوفود المشاركة.
  • الأهمية الاستراتيجية للمناطق :
    المناطق التي شملتها الجولة تتميز بأهميتها الاستراتيجية، لا سيما طريق الـ M4 الذي يُعتبر شريانًا حيويًا يربط شمال سوريا بشرقها، ويمر عبر مناطق حساسة مثل عين عيسى والرقة .

سياق التحركات: تفاهمات أمنية وتنسيق مشترك

  • التهدئة الحذرة بين “قسد” وتركيا :
    يأتي هذا التحرك في ظل أجواء تهدئة نسبية بين “قسد” وتركيا، لكن مع استمرار التوترات على الأرض. تحركات التحالف الدولي و”قسد” تهدف إلى تعزيز التنسيق الأمني ومنع أي تصعيد محتمل.
  • تحركات التحالف الدولي :
    يوم أمس، أقلعت مروحيات أمريكية من قاعدة حقل العمر النفطي في ريف دير الزور الشرقي، متوجهة نحو سد تشرين شرقي منبج. هذا التحليق جاء بالتزامن مع اجتماع مرتقب بين وفدين من حكومة دمشق و”قسد”، برعاية أمريكية، لبحث إدارة السد.

اتفاق حول سد تشرين: دور مشترك بين “قسد” ودمشق

  • إدارة السد :
    الاتفاق الأخير بين الإدارة الذاتية وحكومة دمشق ينص على:

    • الإبقاء على الطاقم المشرف على السد دون تغيير.
    • إخراج فصائل “الجيش الوطني” المدعومة من تركيا من محيط المنطقة.
    • تشكيل قوات مشتركة من “قسد” والجيش السوري لتولي مهمة تأمين السد أمنياً.
  • تحركات ميدانية :
    وصل رتل تابع للتحالف الدولي إلى محيط سد تشرين ، برفقة وفدين مدنيين من حكومة دمشق والإدارة الذاتية ، تحت حماية مشددة من وحدات خاصة تابعة لـ”قسد”. وفي الوقت نفسه، تتواصل أعمال الصيانة داخل منشآت السد الحيوية.

تحليل: ما الذي يعنيه هذا التنسيق؟

  1. تعزيز التنسيق الأمني :
    • الجولة المشتركة والتحركات الميدانية تعكس رغبة واضحة من الأطراف الثلاثة (التحالف الدولي، “قسد”، دمشق) في تعزيز التنسيق الأمني وإدارة المناطق الحساسة بشكل مشترك.
  2. مواجهة التهديدات التركية :
    • هذه الخطوات قد تكون رسالة واضحة لأنقرة بأن الأطراف الأخرى مستعدة للتعاون لمنع أي تصعيد أو توغل تركي جديد في شمال سوريا.
  3. إدارة الموارد الاستراتيجية :
    • التركيز على منشآت استراتيجية مثل سد تشرين وطريق الـ M4 يعكس أهمية هذه المناطق في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والأمني في شمال سوريا.
  4. دور أمريكي محوري :
    • التحالف الدولي يلعب دور الوسيط والداعم لهذه التفاهمات، مما يشير إلى استمرار الدور الأمريكي في المنطقة رغم التحديات.

الخلاصة

الجولة المشتركة بين التحالف الدولي و”قسد” وحكومة دمشق تمثل تحولًا مهمًا في المشهد السوري، حيث تسعى الأطراف المعنية إلى تعزيز التنسيق الأمني وإدارة المناطق الحساسة بشكل مشترك.

مع استمرار التوترات الإقليمية، يبدو أن هذه الخطوات تهدف إلى منع أي تصعيد محتمل وضمان استقرار المناطق الاستراتيجية مثل طريق الـ M4 وسد تشرين . ومع ذلك، فإن نجاح هذه الجهود يعتمد على استمرار التفاهمات بين الأطراف المختلفة، وتجنب أي تدخلات خارجية قد تزعزع الاستقرار الهش في شمال سوريا.

هذه الخطوة قد تمهد الطريق لتفاهمات أوسع في المستقبل، ولكنها أيضًا قد تثير ردود فعل من أنقرة التي تعتبر وجود “قسد” وقوات التحالف في هذه المناطق تهديدًا مباشرًا لمصالحها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *