السويداء تجدد احتجاجاتها ضد السلطة الجديدة: رفض التطرف ودعوات لدولة مدنية

صوت كوردستان:

شهدت ساحة الكرامة في مدينة السويداء، صباح اليوم الأحد، تجدد الاحتجاجات الشعبية للأسبوع الخامس على التوالي، حيث خرج شبان وناشطون في تظاهرة حاشدة تنديداً بسياسات “السلطة الجديدة” في سوريا. هذه الاحتجاجات تعكس حالة استياء شعبي متزايدة من الحكومة المؤقتة، التي يصفها المحتجون بأنها بعيدة عن تحقيق تطلعات الشعب السوري نحو الحرية والعدالة.

مطالب المحتجين

  • رفض الإعلان الدستوري :
    المحتجون أكدوا رفضهم لما أسموه “إعلان دستوري رجعي”، الذي حوّل سوريا، وفق تعبيرهم، إلى “خلافة إسلامية” بعيدة عن قيم التحضر ودولة العدالة. ورفعوا لافتات تنتقد بشدة سياسات الحكومة المؤقتة، معتبرين أنها “حكومة داعشية وليست حكومة سورية”.
  • دعوة لدولة مدنية علمانية :
    جاءت الاحتجاجات تحت شعارات واضحة تدعو إلى بناء دولة مدنية علمانية تحترم حقوق جميع المواطنين دون تمييز. وأكد المتظاهرون أنهم لن يقبلوا بأي نظام سياسي يقوم على التطرف أو الانتماءات الطائفية.
  • رفض التدخل الأجنبي :
    كما ندد المحتجون بالقوى الأجنبية المتواجدة على الأراضي السورية، وعلى رأسها تركيا، واصفين وجودها بـ”الاحتلال”. وأكدوا رفضهم لأي تدخل خارجي يمس سيادة سوريا.

انتقادات للحكومة المؤقتة

  • تهم الفساد وعدم الكفاءة :
    المحتجون وجهوا اتهامات مباشرة للحكومة المؤقتة بعدم السعي الجاد لبناء دولة حقيقية. وأشاروا إلى أن القرارات السياسية الحالية لا تعبر عن تطلعات الشعب، بل تعزز الفجوة بين الحكومة والمواطنين.
  • استخدام الرموز الدينية :
    استخدام “رايات التوحيد” وغيرها من الرموز الدينية في المؤسسات الحكومية أثار غضب المحتجين، الذين يعتبرون ذلك علامة على تعميق الانقسامات الطائفية في البلاد. وأكدوا أن هذه السياسات تؤجج المشاعر الطائفية وتزيد من تعقيد الوضع السياسي.

ردود الفعل على القمع

أشار المحتجون إلى أن “من قتل طفلًا في الخامسة عشرة من عمره بحجة الإرهاب، هو ذاته من يقتل اليوم طفلة بحجة انتمائها لنظام البعث السابق”. هذه العبارة تعكس استياءهم من استمرار ممارسات العنف والقمع ضد المدنيين، بغض النظر عن النظام الحاكم.

التاريخ والرمزية: ساحة الكرامة واسم الشهيد خلدون زين الدين

في 18 أبريل الماضي، قام أهالي السويداء بتغيير اسم ساحة تشرين إلى ساحة الشهيد خلدون زين الدين ، في خطوة رمزية تكريمية لقائد كتيبة سلطان باشا الأطرش التابعة للجيش السوري الحر. واستشهاد زين الدين ورفاقه في عام 2013 خلال مواجهات مع قوات النظام السابق يعكس رمزية النضال والتضحية التي يحاول المحتجون اليوم استعادتها في مواجهة السلطة الجديدة.

التحديات المستقبلية

  • الفجوة بين الحكومة والشعب :
    هذه الاحتجاجات تظهر بوضوح وجود فجوة كبيرة بين الحكومة المؤقتة والمواطنين، حيث يشعر الكثيرون بأنهم غير ممثلين في القرارات السياسية. هذا الواقع قد يؤدي إلى تعقيد الوضع السياسي في المستقبل، خاصة إذا لم يتم التعامل مع المطالب الشعبية بجدية.
  • تأثير الاحتجاجات على الاستقرار :
    تأتي هذه المظاهرات في وقت حساس للغاية، حيث تعكس تصاعد الاستياء الشعبي في مناطق سيطرة الجولاني. وإذا استمرت الحكومة في تجاهل مطالب الشعب، فقد يؤدي ذلك إلى زعزعة استقرار السلطة الجديدة وتهديد مشروعها السياسي.

الخلاصة

الاحتجاجات المستمرة في السويداء تعكس رفضًا شعبيًا واسعًا للسياسات التي تتبعها الحكومة المؤقتة، بما في ذلك التوجه نحو التطرف وإقصاء الآخر. هذه المظاهرات ليست فقط تعبيرًا عن الغضب، بل دعوة واضحة لإعادة صياغة مستقبل سوريا على أسس مدنية وديمقراطية تحترم حقوق جميع المواطنين.

إذا لم تستجب الحكومة لهذه المطالب، فإن الوضع السياسي في سوريا قد يشهد تصعيدًا أكبر، مما يعقد الجهود الرامية لتحقيق استقرار دائم في البلاد. وفي ظل هذه التحديات، يبقى السؤال الأساسي: هل ستتمكن الحكومة من الاستجابة لتطلعات الشعب، أم أن الاستياء الشعبي سيتحول إلى أزمة سياسية أعمق؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *