صوت كوردستان:
شهدت مدينة إسطنبول تصاعداً غير مسبوق للحراك الطلابي، حيث اندلعت مواجهات بين الشرطة التركية ومئات الطلاب الجامعيين الذين تظاهروا دعماً لرئيس بلدية إسطنبول المعتقل، أكرم إمام أوغلو . هذه الاحتجاجات، التي تأتي بعد مرور شهر على اعتقاله بتهم تتعلق بالفساد، تعكس حالة غضب شعبي عارمة ضد ما يُنظر إليه كـ”انقلاب سياسي” يهدف إلى منعه من الترشح للرئاسة.
المواجهات في جامعة إسطنبول
- البداية في ساحة بايزيد :
تجمع الطلاب أمام المبنى الرئيسي لجامعة إسطنبول في ساحة بايزيد ، بهدف تنظيم مسيرة نحو مبنى بلدية إسطنبول في ساحة ساراتشهانه . ومع ذلك، اصطدمت المسيرة بحواجز أمنية نصبتها الشرطة، التي استخدمت القوة لتفريق المتظاهرين. - اعتقالات وإصابات :
خلال المواجهات، أصيب عدد من الطلاب والمتظاهرين، فيما اعتقلت السلطات حوالي ألفي شخص منذ بدء الاحتجاجات، بينهم 301 طالب جامعي . وما زال 57 طالباً قيد الاحتجاز. - شعارات الاحتجاج :
واصل الطلاب ترديد شعار: “الحق، القانون، العدالة” ، مؤكدين أن اعتقال إمام أوغلو يمثل انتهاكاً للديمقراطية وحقوق الإنسان.
بيان الطلاب: مطالب شاملة لتحقيق العدالة
في نهاية تجمعهم، أصدر الطلاب بياناً أكدوا فيه أن “هذا النضال ليس فقط من أجل إمام أوغلو، بل هو نضال جميع المضطهدين والمكبَّلين اقتصادياً والفلاحين والنساء والشعب”. وتضمن البيان مطالب متعددة، منها:
- الإفراج عن إمام أوغلو :
دعا الطلاب إلى إطلاق سراح إمام أوغلو وجميع “السجناء السياسيين”، وإسقاط الدعاوى القضائية المرفوعة ضدهم. - إعادة البلديات المنتخبة :
طالبوا بإعادة البلديات، التي عُيّن أوصياء عليها، إلى رؤسائها المنتخبين بطريقة ديمقراطية. - محاسبة الشرطة :
إقالة الضباط والأفراد الذين استخدموا “العنف غير المتناسب” ضد المتظاهرين، خاصة في ولايتي إسطنبول وأنقرة . - إلغاء القرارات التعسفية :
إلغاء القرارات التي اتخذتها جامعة إسطنبول ومجلس التعليم العالي بإلغاء الشهادات الجامعية لإمام أوغلو وبعض الأساتذة، وضمان استقلالية الجامعات عن الحكومة. - سحب مشروع قانون الأخلاق :
طالب الطلاب بسحب مشروع قانون “حماية القيم الأخلاقية والنظام العام” الذي قُدم إلى البرلمان يوم السبت، والذي يعتبرونه محاولة لتقييد الحريات العامة. - إلغاء مشروع قناة إسطنبول :
رفض مشروع “قناة إسطنبول”، الذي يُعتبر مشروعاً استثمارياً ضخماً يهدف إلى تحقيق مصالح اقتصادية على حساب البيئة والمجتمع. - عودة المعلمين والطلاب :
إعادة المعلمين الذين تم إبعادهم عن وظائفهم، ورفع الظلم عن طلاب المرحلة الثانوية المتضررين من سياسات الحكومة.
احتجاجات واسعة في الأناضول
- مسيرة المزارعين في يوزغات :
بالتوازي مع الاحتجاجات الطلابية في إسطنبول، شهدت مدينة يوزغات في وسط الأناضول تجمعاً حاشداً حضره رئيس حزب الشعب الجمهوري ، أوزغور أوزيل ، ونحو 15 ألف شخص . وقد نظم المزارعون مسيرة بالجرارات الزراعية لمسافة 6 كيلومترات ، مطالبين بإنهاء السياسات التي أدت إلى تفقيرهم وحرمانهم من أراضيهم.
تصاعد الغضب الشعبي ضد الحكومة
- الشباب في صدارة الاحتجاجات :
الشباب، الذين كانوا في طليعة الاحتجاجات، يرون في اعتقال إمام أوغلو “انقلاباً سياسياً” يهدف إلى تقويض الديمقراطية ومنعه من الترشح للرئاسة. ويؤكد المحتجون أن هذه الخطوة تكشف عن نهج الحكومة في استخدام القضاء كأداة سياسية لقمع المعارضة. - استمرار القمع :
السلطات التركية استخدمت القوة لقمع الاحتجاجات، بما في ذلك اعتقال آلاف الأشخاص واستخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين. هذا القمع أثار مزيداً من الاستياء، مما قد يؤدي إلى تصعيد أكبر في الأيام المقبلة.
الخلاصة
الاحتجاجات الطلابية في إسطنبول تعكس غضباً شعبياً متزايداً ضد السياسات الحكومية التي تُعتبر متعارضة مع مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان. بينما تسعى السلطات إلى قمع هذه الاحتجاجات، فإن استمرارها يشير إلى وجود تحدي كبير لاستقرار الحكومة الحالية.
إذا لم تستجب الحكومة لهذه المطالب، فإن الوضع قد يزداد تعقيداً، مما قد يؤدي إلى تصعيد سياسي وأمني في البلاد. وفي ظل هذه التطورات، يبقى السؤال حول كيفية تعامل الحكومة مع الحراك الشعبي، وهل ستتمكن من احتواء الأزمة أم أن الاحتجاجات ستتحول إلى حركة أوسع تهدد النظام السياسي الحالي؟