صوت كوردستان:
أفادت مصادر خاصة لـالمرصد السوري لحقوق الإنسان بوصول دفعة جديدة من المقاتلين الأجانب الموالين للإدارة السورية الجديدة إلى منطقة ضهر القصير في ريف حمص الغربي. هذه الخطوة، التي جاءت بالتزامن مع صدور تعليمات تُلزم عناصر الأمن العام بالانسحاب من المنطقة وتسليم مهامهم إلى القوات الجديدة، أثارت مخاوف بشأن التداعيات الأمنية والاجتماعية على السكان المحليين، لا سيما أبناء الطائفة العلوية.
تفاصيل الانتشار الجديد
- عدد المقاتلين وجنسياتهم :
أكد نشطاء المرصد السوري وصول حوالي 30 عنصراً من جنسيات مختلفة، معظمهم ، إلى تلة الرادار في ضهر القصير. وتُعد هذه المنطقة استراتيجية بسبب موقعها الجغرافي المحاذي لجبال ريف حمص الغربي. - مهام القوات الجديدة :
تم تكليف هؤلاء المقاتلين بمهمة تأمين المنطقة، بعد أن شهدت تجاوزات من قبل عناصر الأمن العام (المنتسبين الجدد) بحق أبناء الطائفة العلوية في المناطق المحيطة. ومع ذلك، يثير هذا القرار تساؤلات حول تصرفات فصيل التركستاني المتشدد حيال العلويين و هم الذين شاركو في المجازر ضد العلويين.
مخاوف السكان المحليين
- التشدد الديني والانعزال الاجتماعي :
يُعرف المقاتلون الأجانب، وخاصة من الشيشان والتركستان ، بتشددهم الديني وعدائهم لأبناء الطوائف الأخرى. هذا الأمر يزيد من مخاوف أبناء الطائفة العلوية الذين يشعرون بالقلق من احتمال تعرضهم لمضايقات أو انتهاكات. - قيود التنقل والوضع الاقتصادي :
أبناء الطائفة العلوية في جبال ريف حمص الغربي يعيشون أوضاعًا إنسانية صعبة، حيث أصبحت حياتهم اليومية تقتصر على داخل قراهم فقط. فقدوا القدرة على التنقل بين الريف والمدينة، مما أدى إلى ضائقة مالية ومعيشية كبيرة، خاصة بعد فصل العديد منهم من وظائفهم بموجب قرارات رسمية من الحكومة الجديدة.
التداعيات الاجتماعية والاقتصادية
- عزلة السكان المحليين :
عدم توافق اللغة والثقافة بين المقاتلين الأجانب والسكان المحليين يجعل من الصعب تحقيق تعايش سلمي في المنطقة. كما أن التشدد الديني قد يؤدي إلى زيادة التوترات الطائفية، مما يهدد الاستقرار الاجتماعي. - تفاقم الأزمات الاقتصادية :
استمرار انقطاع أبناء الطائفة العلوية عن وظائفهم ومصادر دخلهم يزيد من معاناتهم اليومية. هذا الواقع قد يؤدي إلى تصاعد المشاعر السلبية تجاه الإدارة الجديدة والقوات المنتشرة في المنطقة.
الخلفية الأمنية والسياسية
- أسباب سحب عناصر الأمن العام :
يبدو أن سحب عناصر الأمن العام من المنطقة جاء نتيجة للتجاوزات التي ارتكبوها ضد السكان المحليين. ومع ذلك، فإن استبدالهم بمقاتلين أجانب قد لا يكون الحل الأمثل، خاصة إذا لم يتم تدريب هؤلاء المقاتلين على كيفية التعامل مع السكان المحليين بشكل حضاري ومهني. - دور الإدارة السورية الجديدة :
هذه الخطوة تشير إلى توجه الإدارة السورية الجديدة نحو الاعتماد على المقاتلين الأجانب لتثبيت الأمن في المناطق الحساسة عن طريق القوة و لصق التهم بالمقاتلين الاجانب بدلا من السوريين المتطرفيين في صفوف هيئة تحرير الشام التي لا تختلف عن باقي الفصائل المتطرفة . هذا النهج قد يؤدي إلى نتائج عكسية إذا لم يتم التعامل بحذر مع القضايا الاجتماعية والثقافية في المنطقة.
الخلاصة
وصول المقاتلين الأجانب إلى منطقة ضهر القصير في ريف حمص الغربي يعكس تحديات أمنية واجتماعية كبيرة. بينما تهدف الإدارة الجديدة إلى تأمين المنطقة، فإن غياب التفاهم الثقافي والديني بين المقاتلين الأجانب والسكان المحليين قد يؤدي إلى تصعيد التوترات الطائفية وزيادة معاناة السكان.
هذا السيناريو يعزز الحاجة إلى سياسات أكثر شمولية واحترافية في إدارة المناطق المختلطة، مع التركيز على حماية حقوق جميع السكان بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو الطائفية. وإلا، فإن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تفاقم الأزمات الإنسانية والاجتماعية في المنطقة، بدلاً من حلها.