المجلس الوطني الكوردي يهاجم الإدارة الذاتية ويتخذ موقفاً معارضاً منها في الوقت الذي يتبنى التوافق مع سلطة دمشق

صوت كوردستان:

في تطور لافت يعكس تصاعد التوترات بين المجلس الوطني الكوردي (ENKS) والإدارة الذاتية في شمال سوريا، وجه المجلس انتقادات حادة للإدارة الذاتية بسبب قرارها رفع أسعار المحروقات، معتبراً الخطوة “مجحفة” و”غير مدروسة”. يأتي هذا الموقف في ظل تصاعد الخلافات بين الطرفين، حيث يبدو أن المجلس الوطني الكوردي قد اتخذ دوراً أكثر وداً مع حكومة الجولاني ومعارضة صريحة ضد الإدارة الذاتية التي تدير مناطق شمال شرق سوريا. على الرغم من أن حكومة الجولاني أتخدت خطوات معادية أكثر خطورة بكثير من رفع سعر بعض المحروقات ألا أن المجلس لم يهاجم حكومة الجولاني بنفس اللغة و الخطاب الحاد و هذا يعكس أستمرارها في سياسة العداء للادارة الذاتية.  سعر المحروقات بالنسبة الى المجلس الوطني الكوردي أهم من حقوق الشعب الكوردي و الدستور العنصري الذي وضعة الجولاني و تحريمه للكورد من المشاركة في مؤسسات الدولة السورية.

قرار رفع أسعار المحروقات

في وقت سابق، أعلنت الإدارة الذاتية عن زيادة أسعار المازوت والبنزين الحر إلى 55 سنتاً أمريكياً (أي ما يعادل 6050 ليرة سورية) في المناطق التي تديرها شمال سوريا. جاء القرار نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج والنقل على خلفية الأوضاع الاقتصادية المتردية في البلاد، بالإضافة إلى نقص الموارد وصعوبة تأمين الوقود.

بيان المجلس الوطني الكوردي

في بيان صدر يوم الاثنين، اعتبر المجلس الوطني الكوردي أن قرار رفع أسعار المحروقات هو “مجحف وغير مبرر”، محملاً الإدارة الذاتية كامل المسؤولية عن التداعيات الاجتماعية والاقتصادية لهذا القرار. وقال البيان:

“إن سياسة التفرد بالسلطة وغياب الشفافية واتباع قرارات ارتجالية ومنفعية، أثبتت فشلها في تحقيق الاستقرار، وساهمت في تعميق الأزمات، وزيادة نسب الفقر، وتوسيع رقعة الهجرة والنزوح”.

وطالب المجلس بالتراجع “الفوري” عن القرار، معتبراً أنه جاء “في ظل أوضاع معيشية مأساوية يعيشها السكان نتيجة الارتفاع المتواصل في أسعار السلع الأساسية وغياب الحد الأدنى من مقومات الحياة كالكهرباء والخبز والمياه”، بحسب تعبير البيان.

رد الإدارة الذاتية

من جانبها، بررت الإدارة الذاتية قرار رفع الأسعار بأنه جاء نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة وزيادة تكاليف الإنتاج. وأكدت في بيان لها أن الزيادة كانت ضرورية لضمان استمرار توفير المحروقات في السوق المحلية، مشيرة إلى أن الوضع الاقتصادي الحالي يفرض مثل هذه القرارات.

تهمة التقارب مع حكومة الجولاني

هذا الموقف الحاد الذي اتخذه المجلس الوطني الكوردي ضد الإدارة الذاتية يثير تساؤلات حول طبيعة العلاقة بين المجلس وحكومة الجولاني . ففي الآونة الأخيرة، بدا أن المجلس يميل إلى تبني خطاب أكثر توافقاً مع الحكومة السورية المؤقتة المدعومة من تركيا، مما يعزز الانقسامات بين القوى الكوردية في سوريا.

ويُتهم المجلس الوطني الكوردي، الذي يُنظر إليه كحليف لتركيا، بأنه ينسق بشكل غير مباشر مع أطراف معادية للإدارة الذاتية، مما يضعف الجهود الرامية إلى تحقيق تلاحم كوردي شامل في البلاد.

الخلاصة

انتقاد المجلس الوطني الكوردي للإدارة الذاتية بشأن قرار رفع أسعار المحروقات يعكس استمرار الانقسامات بين القوى الكوردية في سوريا. بينما يسعى المجلس إلى لعب دور المعارضة ضد الإدارة الذاتية، يبدو أن تحالفاته مع أطراف أخرى، مثل حكومة الجولاني، تعزز الانقسامات وتزيد من تعقيد المشهد السياسي في المنطقة.

يبقى السؤال: هل سيتمكن القادة الكورد من تجاوز خلافاتهم والعمل معاً لتحقيق مصالح الشعب الكوردي في سوريا، أم أن الانقسامات ستستمر لتخدم أجندات خارجية على حساب الوحدة الكوردية؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *