صوت كوردستان:
احتجاز قياديَّين بارزين من حركة حماس ، وهما خالد خالد مسؤول الساحة السورية، وياسر الزفري مسؤول اللجنة التنظيمية، من قبل هيئة تحرير الشام (الجولاني) ، أثار جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية. هذه الخطوة، التي يبدو أنها جاءت في سياق محاولات الجولاني تقديم تنازلات لإسرائيل وأمريكا، قد تكون لها تداعيات خطيرة على العلاقات الإقليمية، خاصة مع تركيا التي تعتبر راعياً رئيسياً للجماعات المعارضة في سوريا.
بيان حماس: استنكار الاحتجاز ودعوة للإفراج
في بيان رسمي، طالبت سرايا القدس ، الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، بالإفراج الفوري عن القياديين المحتجزين، مؤكدة أن الاعتقال تم دون إبداء أسباب واضحة. البيان أشاد بالتاريخ النضالي السوري في دعم القضية الفلسطينية، قائلاً:
“لطالما كانت سوريا حاضنة للمخلصين والأحرار الذين دافعوا عن الأمة ضد المحتلين والطغاة”.
وأعربت الحركة عن أملها في أن تثبت الحكومة السورية “أهلية النخوة العربية” بالإفراج عن القياديين، مشددة على دورهما الإنساني في دعم الشعب الفلسطيني خلال الأزمات التي مرت بها سوريا.
كما أكد البيان أن سرايا القدس لم تتوقف عن القتال ضد القوات الإسرائيلية في قطاع غزة منذ أكثر من عام ونصف، وأن نضالها كان دائماً موجهاً ضد العدو الصهيوني فقط، وليس ضد أي طرف آخر.
التداعيات الإقليمية والتركية
1. الموقف التركي
تركيا، التي تعتبر حليفاً استراتيجياً لهيئة تحرير الشام (الجولاني)، قد تجد نفسها في موقف حرج بسبب هذه الخطوة. فأنقرة، التي تدعم القضية الفلسطينية علناً وتقيم علاقات قوية مع حركة حماس، قد تواجه ضغوطاً داخلية وخارجية لتوضيح موقفها من احتجاز القياديين.
- الداخل التركي :
قد يؤدي هذا الحادث إلى استياء شعبي داخل تركيا، حيث يعتبر الشعب التركي أن بلادهم تقف إلى جانب الفلسطينيين ضد الاحتلال الإسرائيلي. - العلاقات مع حماس :
تركيا تعمل على تعزيز علاقاتها مع حماس كجزء من استراتيجيتها الإقليمية، وقد ترى أن هذه الخطوة تضر بمصالحها الدبلوماسية. - التنسيق مع الجولاني :
إذا لم تتدخل تركيا لإطلاق سراح القياديين، فقد يتم تفسير ذلك على أنه تخلي عن دعمها للقضية الفلسطينية، وهو ما قد يؤثر سلباً على صورتها الإقليمية.
2. إسرائيل وأمريكا: دعم ضمني للجولاني؟
احتجاز القياديين يأتي في سياق محاولات الجولاني تقديم نفسه كلاعب موثوق به في المنطقة، خاصة لدى إسرائيل وأمريكا. هذه الخطوة قد تكون محاولة منه لكسب دعم الدول الغربية مقابل التضحية بالعلاقات مع حركات المقاومة الفلسطينية.
ردود فعل محتملة
1. من حماس وفصائل المقاومة
حماس وفصائل المقاومة الأخرى قد تتخذ خطوات تصعيدية ضد الجولاني، بما في ذلك:
- تنظيم حملات إعلامية وشعبية تطالب بالإفراج عن القياديين.
- استخدام نفوذها في سوريا ودول الجوار للضغط على الجولاني.
2. من تركيا
تركيا قد تتدخل دبلوماسياً أو عبر قنوات التواصل مع الجولاني لإنهاء الأزمة، خاصة إذا شعرت بأن صورتها الإقليمية مهددة.
3. من إيران ومحور المقاومة
إيران وحلفاؤها في محور المقاومة قد يستخدمون هذه الحادثة كدليل على “خيانة” الجولاني للقضية الفلسطينية، مما قد يؤدي إلى زيادة العزلة الإقليمية له.
الخلاصة
احتجاز قياديي حماس من قبل الجولاني يعكس تعقيد المشهد السياسي في سوريا وتأثيراته الإقليمية. هذه الخطوة قد تكون محاولة من الجولاني لكسب دعم إسرائيل وأمريكا، لكنها تحمل مخاطر كبيرة على علاقته مع تركيا وحركات المقاومة الفلسطينية.