تحذير أمريكي من نشر تركيا منظومة “إس 400” في سوريا: تصعيد خطير وتداعيات إقليمية

صوت كوردستان:

حذر نائبان أمريكيان من خطورة قيام تركيا بنشر منظومة الدفاع الجوي الروسية المتقدمة “إس 400” في سوريا، حيث تسعى أنقرة إلى إقامة قاعدة جوية جديدة في البلاد. هذه الخطوة، إذا تم تنفيذها، قد تُعتبر تصعيداً كبيراً في المشهد الإقليمي وتؤثر على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.

رسالة تحذيرية من الكونغرس الأمريكي

النائب الجمهوري جوس بيليراكيس ، الرئيس المشارك للجنة الكونغرس المعنية بالشؤون الأرمنية، والنائب الديمقراطي براد شنايدر ، وجهوا رسالة إلى وزارة الخارجية الأمريكية، حذروا فيها من العواقب الوخيمة لخطوة تركية محتملة لنشر المنظومة الروسية.

النقاط الرئيسية في الرسالة:

  1. تصعيد خطير في المنطقة :
    وصف النائبان الخطوة التركية المحتملة بأنها “تصعيد خطير”، مشيرين إلى أنها ستقوّض مصداقية الولايات المتحدة في إنفاذ العقوبات الدولية وتضعف موقفها كقوة ردع استراتيجية.
  2. تعزيز النفوذ الروسي :
    أشار النائبان إلى أن نشر “إس 400” في سوريا سيمثل دعماً غير مباشر لروسيا، التي تعتبرها الولايات المتحدة ومنافسيها الاستراتيجيين “خصماً رئيسياً”. وأكدوا أن ذلك سيرسل “رسالة مقلقة” إلى الحلفاء والمنافسين على حد سواء.
  3. تهديد لأمن إسرائيل :
    أكدت الرسالة أن نشر المنظومة الروسية على طول الممر الغربي لسوريا سيؤدي إلى تقييد العمليات الإسرائيلية ضد الأصول الإيرانية وطرق إمداد حزب الله . هذا التطور قد يقلل من مرونة إسرائيل في مواجهة التهديدات الإقليمية ويضعف ميزتها النوعية التي تسعى الولايات المتحدة للحفاظ عليها.

التأثير على المشهد الدفاعي الإقليمي

إعادة إدخال الأنظمة الروسية إلى الأراضي السورية بعد انسحابها سيُحدث تغييراً جذرياً في مشهد الدفاع الجوي الإقليمي. وفقاً للنائبين الأمريكيين:

“بغض النظر عن الجهة المشغلة، فإن وجود منظومة ‘إس 400’ في سوريا سيزيد من تعقيد التفاعلات العسكرية في المنطقة ويزيد من خطر المواجهات المباشرة بين القوى الكبرى.”

العقوبات الأمريكية على تركيا

في عام 2020 ، فرض الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عقوبات على الصناعات الدفاعية التركية بموجب قانون “كاتسا” (CAATSA)، بعد حصول أنقرة على منظومة “إس 400” من روسيا في صيف 2019 . هذه العقوبات منعت تركيا من نشر المنظومة على أراضيها حتى الآن، رغم حاجتها الملحة لنظام دفاع جوي متقدم.

ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن تركيا قد تسعى إلى تجاوز هذه العقوبات من خلال نشر المنظومة في سوريا بدلاً من أراضيها. لكن بموجب الصفقة مع روسيا، لا يمكن لتركيا بيع أو نشر المنظومة خارج حدودها دون موافقة موسكو.

المخاوف الإسرائيلية

إسرائيل تعتبر واحدة من أبرز الحلفاء الإقليميين للولايات المتحدة، وهي تعتمد بشكل كبير على حرية الحركة الجوية في سوريا لمهاجمة الأهداف الإيرانية ووقف عمليات تهريب الأسلحة إلى حزب الله . إذا تم نشر “إس 400” في سوريا، فقد يؤدي ذلك إلى:

  • تقييد العمليات الإسرائيلية : المنظومة الروسية قادرة على كشف الطائرات الإسرائيلية وتتبعها، مما يجعل من الصعب على إسرائيل تنفيذ عملياتها العسكرية.

التداعيات الإقليمية والدولية

1. توتر العلاقات التركية-الأمريكية

أي خطوة تركية لنشر “إس 400” في سوريا ستزيد من توتر العلاقات بين أنقرة وواشنطن، وقد تؤدي إلى فرض عقوبات إضافية على تركيا.

2. تعزيز النفوذ الروسي

نشر المنظومة في سوريا سيكون بمثابة انتصار استراتيجي لروسيا، حيث يعزز من وجودها العسكري في المنطقة ويقوي علاقتها مع تركيا.

3. تأثير على الاستقرار الإقليمي

وجود “إس 400” في سوريا قد يؤدي إلى زيادة التوترات بين القوى الإقليمية، خاصة بين إسرائيل وإيران، مما يزيد من احتمالية حدوث مواجهات مباشرة.

الخلاصة

نشر منظومة “إس 400” في سوريا يمثل خطوة خطيرة قد تؤدي إلى تصعيد التوترات الإقليمية وتعقيد المشهد السياسي والعسكري في الشرق الأوسط. بينما تحاول تركيا تعزيز قدراتها الدفاعية وتأمين مصالحها في سوريا، فإن مثل هذه الخطوة قد تضعها في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة وإسرائيل، وتمنح روسيا فرصة لتعزيز نفوذها في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *