صرخ بوجهي القلم وقال لم تهتمني بهذه المتاهات ؟ الا يجدر بك ان تتهم الانامل التي امسكتني وجعلتني اكتب هذه الكلمات ، ماهي الكلمات التي يرفضها القلم الحر ؟
فتحت كتاب عنوان تشمئز منه النفوس لما يضمر بين خفاياه ما يختلج في صدر كاتبه انها عبارة والعياذ بالله ( لصوص الله ) وهو عبد الرزاق فهل قصد بالرزاق الاله ام شيء اخر لانه كتب متاهات يريد ان يجعل العقل الفارغ ينبهر بها , لم اطالع من الكتاب الا صفحتين وساطوي كشحا عن الاخطاء الطباعية والاملائية التي فيهما لكن لاجعل من يقرا مقالتي يضيف استفهاماته الى استفهاماتي .
تاريخ العرب ملي بالقصص الفريدة والشاذة والتي يمكن لاصحاب الانفعالات النفسية تسويقها باتجاه ما يروم له ان يثبته للقارئ ، كتب في صفحة (92 ) من كتابه حدث لتخاصم بعض المسلمين على غنيمة فسارع القائد الى بيع الفص بخمسة دراهم وقيمته عشرون درهما ، لماذا حتى لا يتخاصم المسلمون على الغنائم ، وكان تاريخ الاسلام فيه فقط غنائم حروب المسلمين ، وان تخاصما فهل هذا له علاقة بالعقيدة ؟ لا ليس له بالعقيدة لكن التبرير والتعميم لدى عابد الرزاق يقول ان المعارك كانت من اجل الغنائم وليس من اجل الاسلام ، لاتفق معك على فرض الصحة فلماذا لا تناقش فكر الاسلام ؟ وهل صورة الاسلام تتجسد بخصومة على غنيمة ؟ انتظروا سياتيكم هذيان اشد ، يقول في صفحة ( 93) ام كرز من قبيلة بجيلة ، قال لها عمر : يا أم كرز إن قومك قد صنعوا ما قد علمت ـ اي اسلموا ـ ، فقالت : إن كانوا صنعوا ما صنعوا فإني لست أسلم حتى تحملني على ناقة ذلول عليها قطيفة حمراء وتملأ كفي ذهبا . ففعل لها عمر رضي الله عنه ما طلبت .
وبدا قلمه ينقاد لانامله التي تحركها مشاعره وليس عقله بان اسلامها كان بثمن وهذا هو الاسلام الذي هم عليه ، طيب اخي عابد الرزاق ذكرت ان قومها اسلموا فهل جميعهم منحهم الخليفة قطيفة حمراء وملأ اكفهم ذهبا ؟
ويسترسل الى مثلا اخر عن خولة زوجة عثمان ـ المقصود ابن مظعون ـ التي طلبت من النبي (ص) ان يكون لها ما كان لابنة غيلان او الفارعة بنت عقيل ان فتح عليه الطائف .
هذه الرواية اولا محل شك لان خولة بنت حكيم معروف عنها الصلاة والصوم والتقوى فلا يغرها زينة الحياة .
ثانيا وهو المهم تاريخ الاسلام يضج بالمواقف البطولية من اجل الاسلام ، الم يرسل معاوية الاموال لابي ذر رضوان الله تعالى عليه ليس لترك دينه بل ليسكت عنه فرفضها بل وفضحه ، الم يضحي حجر بن عدي بنفسه وبولده من اجل الاسلام ، الم يطلب الحسين عليه السلام من اصحابه يوم عاشوراء الانسحاب وهم في حل من بيعته فرفضوا وهم يعلمون بالمصير الذي ينتظرهم ، الم يتسبب يعقوب ابن السكيت بحياته لو انه سكت ولم يجب المتوكل لكنه اجاب نصرة لامامي الاسلام فماهو الدافع ان كان كما تقول ان الانتماء الى الاسلام هو بسبب الغنائمظ .
هذه الفقرة كلها هلوسة تجعل الكاتب يسرح على ارض رملية ليقوم بتجميع كلمات متنافرة مع بعضها ومع حقيقة التاريخ بل لم استطع ان امسك منها راس الخيط بل هي التعبير الحقيقي اليوم للسياسة التي يعمل عليهاالغرب يقول :” التلفيق التدويني على النبي ـ صلى الله عليه واله ـ بشكل لايقبله ثائر بسيط في مبدأه ـ يقصد هذا التلفيق لا يقبله الثائر البسيط فكيف بالنبي يقبله ـ صلى الله عليه واله ـ؟
ويبدا الشطط ليقول ” فكيف والنبي وسط النبوة وتحت رقابة الله فالنص يبين ضمنا ان الاغتنام منطق نبوي ـ هنا يقصد غنيمة غزوة الطائف ـ “
الحروب في ذلك الزمان كانت غنائم ومنها جاء تشريع الخمس وهو امر طبيعي وحكم الهي بل حتى الطرف الاخر يقوم على الغنائم ، بل في عصرنا هذا الم تقم الدول التي تتغنى بها من سلب خيرات البلدان التي يحتلوها بحجة توقيع اتفاقيات مع حكامها التي ينصبوهم بتزكية السي اي ايه وهي واقعا بثقافتهم ( غنائم ) يعني النفط والمعادن والاثار ومقتنيات المتاحف .
لماذا يحاول الكاتب تجريد الاسلام من مفاهيمه ليتكئ على مقولة تافهة للخطيب البغدادي في تاريخ بغداد قائلا ” لم يكن الاسلام عقيدة وانما جماعة فحسب 1/82″ هكذا راي لا يستحق الرد .
من اعراض هكذا امراض هذا الافتراض ” انتبه الى يسارك انه يمين ، انتبه الى المؤمنين انهم كفار ” وهذه هلوسة من مدرسة تاريخ العسعسة ” فان تموت مع الله بدون دين هو غيره ان تموت مع دين بدون الله “
واخيرا قلمي زعل علي قائلا لم تحشرني فيما لا يقبله حتى المجانين ،واعتذرت له فقال لي القلم العذر ولو من متنصل مقبول .