“تركيا وسوريا تؤسسان مركز عمليات مشترك لمكافحة الإرهاب وسط تقارب استراتيجي”

صوت كوردستان:

في خطوة تعكس التقارب المتزايد بين تركيا والنظام السوري الجديد بعد إسقاط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، كشفت وزارة الدفاع التركية، اليوم الخميس، عن إنشاء مركز عمليات مشترك بالتعاون مع دمشق. ويهدف هذا المركز إلى تعزيز التنسيق الأمني ومكافحة التهديدات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم داعش .

تسليط الضوء على الموارد السورية

في بيان رسمي، أكدت مصادر في وزارة الدفاع التركية أن “الموارد والإمكانات الموجودة في سوريا هي ملك للشعب السوري”، مشيرة إلى أن هناك متابعة دقيقة لمسألة تسليم سد تشرين إلى الحكومة السورية الجديدة. يُعتبر سد تشرين من أهم المنشآت الحيوية في سوريا، مما يجعل هذه الخطوة ذات دلالة كبيرة في إطار استعادة السيطرة على الموارد الوطنية.

مكافحة الإرهاب: الأولوية المشتركة

أكدت المصادر التركية أن الطلبات الواردة من الحكومة السورية الجديدة تركز بشكل أساسي على التعاون في مجال مكافحة الإرهاب. وأشارت إلى أن التنظيمات الإرهابية، وفي مقدمتها داعش ، تمثل تهديدًا كبيرًا لأمن واستقرار المنطقة.

وكان قد عُقد في 9 مارس الماضي اجتماع وزاري في الأردن ضم تركيا والعراق وسوريا ولبنان والأردن، حيث تم الاتفاق بين الدول الخمس على تقديم الدعم الكامل لدمشق في مواجهة الإرهاب. وبناءً على هذه التفاهمات، تم الاتفاق على إنشاء مركز العمليات المشترك ، الذي سيشكل نواة للتنسيق بين الأطراف المعنية.

أهداف المركز المشترك

من المتوقع أن يكون للمركز دور محوري في:

  1. تعزيز الأمن الإقليمي: من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية والتنسيق العسكري لمكافحة التنظيمات الإرهابية.
  2. استعادة الاستقرار في سوريا: عبر دعم الحكومة السورية الجديدة في السيطرة على الموارد الوطنية وتأمين المناطق المحررة.
  3. تعزيز التقارب التركي-السوري: بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين ويخلق أرضية صلبة لعلاقات مستقبلية أكثر استقرارًا.

التقارب التركي-السوري: نقلة نوعية

تأتي هذه الخطوة في ظل التقارب الملحوظ بين أنقرة ودمشق منذ تغيير النظام السياسي في سوريا. وقد أظهرت تركيا استعدادًا واضحًا للعمل مع الحكومة الجديدة في دمشق، خاصة في ظل التحديات المشتركة التي تواجه البلدين، مثل مكافحة الإرهاب ومعالجة الأزمات الإنسانية.

تحديات محتملة

على الرغم من التفاؤل بشأن هذا التعاون، إلا أن هناك تحديات قد تواجه تنفيذ هذه الخطط، مثل:

  • استمرار وجود خلايا نائمة للتنظيمات الإرهابية في المناطق النائية.
  • الحاجة إلى بناء ثقة أكبر بين الأطراف المعنية، خاصة مع تاريخ طويل من التوترات التركية-السورية.
  • ضرورة تحقيق توازن بين المصالح المحلية والإقليمية دون إثارة حساسيات سياسية.

الخلاصة

إنشاء مركز العمليات المشترك يمثل خطوة استراتيجية مهمة نحو تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، ويعكس التغيرات الجذرية في العلاقات التركية-السورية. وإذا ما نجحت هذه الجهود، فقد تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون الإقليمي، تكون فيها مكافحة الإرهاب واستعادة الاستقرار في سوريا على رأس الأولويات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *