صوت كوردستان:
كشفت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، اليوم الخميس، عن تصريحات للعضو الجمهوري في الكونغرس الأميركي مارلين ستوتزمان ، أكد فيها أن الرئيس السوري أحمد الشرع أبدى انفتاحه على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكنه اشترط لذلك الحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها الوطنية.
“سوريا جاهزة للانضمام إلى الاتفاقات الإبراهيمية”
في مقابلة مع الصحيفة، قال ستوتزمان إن الرئيس السوري عبر عن استعداده للانضمام إلى الاتفاقات الإبراهيمية ، التي تهدف إلى تعزيز التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل. وأشار إلى أن هذا الانفتاح قد يضع سوريا في موقع جيد مع إسرائيل ومع دول أخرى في المنطقة، بالإضافة إلى الولايات المتحدة.
وأضاف عضو الكونغرس الأميركي: “الرئيس الشرع قال إنه منفتح على مثل هذه الاتفاقات، مما يجعل سوريا في وضع يمكنها من بناء علاقات قوية مع إسرائيل والدول الإقليمية الأخرى، وبالطبع مع الولايات المتحدة”.
هدف الشرع للتطبيع
خلال اللقاء الذي جمع ستوتزمان مع الرئيس السوري قبل أيام في دمشق، أكد الشرع أن سوريا لن تقبل بأي خطوات تهدد وحدتها الوطنية أو سيادتها. وأوضح ستوتزمان أن الشرع أعرب عن مخاوفه من تقسيم سوريا إلى أقاليم ، مشددًا على ضرورة بقاء البلاد موحدة ومنيعة ضد أي محاولات لتفكيكها.
كما طالب الرئيس السوري بمعالجة ما وصفه بـالانتهاكات الإسرائيلية بالقرب من مرتفعات الجولان، داعيًا إلى وضع حد للقصف الإسرائيلي المستمر على الأراضي السورية. وقال ستوتزمان نقلاً عن الشرع: “إنه يريد أن تكون هناك مفاوضات حقيقية تسبق أي خطوات نحو التطبيع”، مؤكداً أن الشرع “منفتح على الحوار”.
خطوة محتملة نحو التطبيع؟
تصريحات الشرع تأتي في ظل تحولات كبيرة في المشهد السياسي الإقليمي، حيث تسعى العديد من الدول العربية إلى تحسين علاقاتها مع إسرائيل ضمن إطار الاتفاقات الإبراهيمية. وإذا ما تم تحقيق تقدم في هذا المسار، فقد يكون لذلك انعكاسات كبيرة على مستقبل العلاقات السورية-الإسرائيلية.
ومع ذلك، يبدو أن الشرع يشدد على ضرورة وجود ضمانات واضحة تحفظ حقوق سوريا ومصالحها الوطنية. كما يشير موقفه إلى أن التطبيع المحتمل لن يكون على حساب السيادة السورية أو القضايا الجوهرية، مثل الوضع في مرتفعات الجولان المحتلة.
أهمية اللقاء
زيارة عضو الكونغرس الأميركي إلى دمشق ولقاءه مع الرئيس السوري تُعدّ خطوة نادرة تنذر بإمكانية فتح قنوات جديدة للحوار بين سوريا وإسرائيل. ويبدو أن واشنطن تلعب دور الوسيط المحتمل في هذه الجهود، خاصة في ظل التقارب المتزايد بين الأطراف الإقليمية والدولية.
التحديات المقبلة
رغم الانفتاح الذي أبداه الرئيس السوري، لا تزال هناك تحديات كبيرة أمام تحقيق التطبيع الكامل. من أبرز هذه التحديات:
- الموقف الإسرائيلي: هل ستكون إسرائيل مستعدة لتقديم تنازلات بشأن القضايا العالقة، مثل الانتهاكات في الجولان؟
- الضغوط الدولية: كيف ستتعامل الأطراف الإقليمية والدولية مع أي خطوات سورية نحو التطبيع؟
- القضايا الداخلية: هل سيكون للرأي العام السوري دور في رفض أو قبول مثل هذه الخطوة؟
الخلاصة
تصريحات الرئيس السوري أحمد الشرع تُظهر انفتاحًا مشروطًا على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكنها تؤكد في الوقت نفسه التمسك بوحدة سوريا وسيادتها. إذا ما نجحت الجهود الدبلوماسية في تحقيق تقدم على هذا المسار، فقد يشكل ذلك بداية لتحول كبير في العلاقات بين دمشق وتل أبيب، مع ما يحمله ذلك من تداعيات إقليمية ودولية.