أعرب غير بيدرسون ، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا، عن “اهتمامه البالغ” بالحوار الجارٍ بين القوى الفاعلة في شمال شرق سوريا، مشيرًا إلى أهمية الجهود المشتركة بين الإدارة الذاتية والسلطة السورية الجديدة. وفي تصريحاته التي أبلغ بها مجلس الأمن، أكد بيدرسون أن هناك عددًا من القضايا الجوهرية التي لا تزال بحاجة إلى حلول مستدامة في البلاد.
الترحيب بالاتفاق بين الشرع وعبدي
في جزء من حديثه، رحب بيدرسون بالاتفاق الذي وُقّع في 10 مارس 2025 بين أحمد الشرع ، الرئيس السوري المؤقت، ومظلوم عبدي ، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد). ووصف هذا الاتفاق بأنه خطوة إيجابية نحو تعزيز الاستقرار والتعاون بين الأطراف المختلفة في سوريا.
مؤشرات إيجابية بعد سقوط نظام الأسد
بعد مرور أربعة أشهر ونصف على سقوط نظام بشار الأسد ، أشار بيدرسون إلى وجود عدة مؤشرات وخطوات إيجابية، منها:
- تشكيل لجان وزيارات ثنائية : تعكس التعاون المتزايد بين الأطراف.
- المفاوضات في شمال شرق سوريا : مع مشاركة مجموعة من الأحزاب الكردية، مما يعزز الحوار الوطني.
- الاتفاق على تدابير أمنية مشتركة : خاصة في المناطق ذات الأغلبية الكردية بمدينة حلب.
- الانسحاب من سد تشرين : كجزء من التفاهمات حول الموارد الوطنية.
- الجهود لإيجاد أرضية مشتركة : بشأن قضايا التعليم والطاقة.
- انخفاض التوترات المسلحة : نتيجة للتفاهمات الأمنية والسياسية.
التحديات الرئيسية في سوريا
رغم هذه الخطوات الإيجابية، أشار بيدرسون إلى استمرار التحديات الكبيرة التي تواجه سوريا وشمال شرقها، ومن أبرزها:
- تهديد داعش : سواء داخل المخيمات أو خارجها، حيث لا يزال التنظيم يمثل تهديدًا أمنيًا كبيرًا.
- تناقص المساعدات الدولية : مما يزيد من الضغوط الاقتصادية والإنسانية.
- القوات المسلحة خارج سلطة دمشق : مما يعقد تحقيق الوحدة العسكرية والأمنية.
- السياسات والديموغرافيا المعقدة : نتيجة للتغيرات السكانية والصراعات السابقة.
- المطالب الكردية : المتعلقة بالحقوق الثقافية، اللامركزية، والهوية.
دعوة إلى تقديم التنازلات
شدد بيدرسون على أن تحقيق اتفاق دائم بين الإدارة الذاتية والسلطة السورية يتطلب “إرادة سياسية” من كلا الطرفين لتقديم التنازلات اللازمة. وأكد أن هذه التنازلات يجب أن تكون مدروسة بحيث تحافظ على استقرار البلاد والمنطقة.
أهمية الحوار والتعاون
وفي سياق حديثه، أكد بيدرسون أن الحوار بين الأطراف السورية، بما في ذلك القوى الكردية، يعد أساسًا لتحقيق السلام المستدام. وأشار إلى أن الجهود الحالية، مثل المفاوضات الجارية في شمال شرق سوريا، تمثل فرصة مهمة لبناء الثقة وإيجاد حلول وطنية شاملة.
الخلاصة
مع استمرار التطورات السياسية والميدانية في سوريا، يبدو أن هناك بوادر أمل في تحقيق الاستقرار والتقدم نحو حل سياسي شامل. ومع ذلك، فإن نجاح هذه الجهود يعتمد بشكل كبير على قدرة الأطراف المختلفة على تقديم التنازلات المتبادلة وتعزيز التعاون المشترك. ويبقى الدور الدولي، بقيادة الأمم المتحدة، أساسيًا في دعم هذه العملية وضمان تحقيق أهداف الشعب السوري في السلام والعدالة والتنمية.