ان تدمير وسرقة المراكز الحضارية في العراق امام انظار القوات الامريكية التي لا يمكن محاسبتها هي وبريطانيا لانهما لم يوقعا او ينضما الى ميثاق (هاغ) لحماية الممتلكات الثقافية في حالة نشوب حرب او نزاع مسلح لعام (1954) ، اي من وجهة نظر قانونية لا يمكن محاسبة الولايات المتحدة الامريكية على اعمال السلب والنهب لتراث العراق .
هذه المقدمة اذكرها لكي انوه الى حال سوريا بعد ان سلمت للجولاني (امريكي صهيوني تركي قطري ) ، ومن المقدمة اعلاه عندما ترفض امريكا الانضمام الى ميثاق حماية الممتلكات الحضارية هذا يعني ان لهم غايات اساسية قبل النفط وقتل البشر هو سرقة التراث ، ومن اراد ان يطلع على ما قامت به القوات الامريكية البوشية في العراق ليطالع كتاب (تدمير التراث الحضاري العراقي فصول كارثة /تاليف د.خالد الناشف / مركز دار الحمراء للدراسات ) ليطلع على كارثة بمعنى الكلمة
الان ما يجري في سوريا والاعلام السوري والعربي وحتى العالمي مشغول بالجرائم القذرة التي تقدم عليها منظمة ما تسمى تحرير الشام بقيادة الجولاني ولا احد يلتفت الى تراث سوريا العظيم ، نعم كانت مقر الخلافة الاموية ولانها تاريخ بعيدا عن صفحاتها السوداء في التاريخ الاسلامي ، بل ان المكتبة الظاهرية العملاقة التي تحتوي على نفائس المخطوطات ، حتى ان الشيخ عبد الحسين الاميني ( 1320 ـ 1390 ) كان يقضي كل اوقاته في مكتباتها عندما يزور سوريا ويستنسخ مخطوطاتها التي ساعدته في موسوعته الغدير .
فالقوات الامريكية والعناصر الصهيونية التي تعبث في سوريا بشكل مدني ، وحتى القوات التركية وعناصرها وهي التي مشهود لها بسرقة التراث الاسلامي من السعودية عندما كانت تحت الاحتلال العثماني ولان ال سعود لا يلتفتون للتاريخ فانهم تركوهم يعبثون وينهبون تحفهم واثارهم التي هي تاريخ الاسلام لا سيما مقتنيات النبي محمد صلى الله عليه واله .
كنت اعمل في سوق للسجاد والتحفيات في التسعينيات وتناقل الى مسامعنا ان تاجرا عراقيا مرموقا يعمل بالتحفيات تم اعتقاله من قبل امن الطاغية ، والسبب انهم اي ازلام الطاغية سمعوا اخبار الاحتلال وهي تذيع وصول تحفة يهودية قديمة سرقت من احد المتاحف العراقية وصلت لهم عن طريق تاجر كردي وهذا التاجر العراقي صديقنا بريء ، طبعا اطلق سراحه لانه بريء ولا علاقة له بذلك . غايتي من القصة هو نهب تراثنا ووصوله الى الكيان فكيف بسوريا التي يسرح ويمرح بها الكيان والارهاب بحماية الامريكان والاتراك ، لا تغرنكم جعجعة الاعلام التركي في استنكارها وتهديدها للكيان فهي الى الان تزودهم بما تحتاجه الاسواق الصهيونية اضافة الى الاردن والامارات والسعودية .
عندما يعود الامن الى سوريا بعد القضاء على الطغمة العابثة بامنها ستظهر الاخبار عن ما سرق منها من تحفيات واثار ومخطوطات وهذا ما حدث للعراق فيوميا نسمع باسترجاع كذا تحفيات او اثار والله العالم ان كانت الاصلية او المزيفة فلا ثقة بالامريكان والانكليز حتى ولو قالوا ان لندن عاصمة بريطانيا او واشنطن عاصمة امريكا صدقوني لا تصدقوهم.
من مشاهد حرب بوش على العراق في 16/4/2003 وانا ارى في شارع النضال في بغداد مدني بدشداشة بيضاء يتحدث الى عراقي وفجاة هرب هذا المدني ليحتمي بالهمر الامريكي والدبابة معها ، فقلت له ما الخبر ؟ قال كويتي يعطيني مئتي دولار وعبوة بنزين لحرق تلك الدائرة الحكومية فرفضت وحاولت الامساك به فهرب .
اكد د خالد الناشف في كتابه تدمير التراث الحضاري العراقي ” عندما احتلت القوات الامريكية والبريطانية العراق كان مع الامريكيين مترجمون كويتيون او غير عراقيين كانوا يشجعون على النهب هامش ص96 ومنه انظر ( سومر فيلد /جامعة ماربوغ ـ المانيا موقع الجامعة )
وبخصوص عبوة البنزين يقول روبرت فيبسك الصحفي البريطاني الذي كان متواجدا بالقرب من المكتبة الوطنية في بغداد في تلك الايام وهو يرى الحرائق ذهب الى القوات الامريكية وتحدث معهم بالانكليزي والعربي طالبا المساعدة لمنع حرق نفائس المكتبة الوطنية التي في الطوابق العلوية ولكن من يقوم بالحريق لديه وقود ويحرق بانتظام ولم تحرك ساكنا القوات الامريكية بل اكتفت بالضحك وهي على بعد 100 قدم عن الحادثة باعتراف روبرت فيسك
باختصار حاميها حراميه