“تركيا تطالب بإغلاق مقرات حزب العمال الكردستاني في السليمانية مقابل رفع الحظر عن المطار”

صوت كوردستان: 

نقلت مصادر مطلعة أن تركيا أرسلت رسائل إلى قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني في مطلع الشهر الجاري، طالبت فيها بإغلاق جميع المنظمات والمقرات الإعلامية المرتبطة بـ حزب العمال الكردستاني (PKK) كشرط أساسي لرفع الحظر المفروض على مطار السليمانية الدولي منذ نحو عامين.

الحظر على مطار السليمانية

فرضت تركيا حظرًا على الرحلات الجوية الدولية إلى مطار السليمانية في نيسان 2023، متهمة السلطات المحلية بتوفير “بيئة آمنة” لأنشطة حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه أنقرة وعدد من الدول الأخرى كمنظمة إرهابية. ومنذ ذلك الحين، أصبح المطار معزولًا عن الرحلات الدولية، مما أثر بشكل كبير على الاقتصاد المحلي وحركة المسافرين.

شروط تركيا لإعادة فتح المطار

وفقًا للمعلومات الواردة، طلبت تركيا من الاتحاد الوطني الكردستاني اتخاذ خطوات ملموسة ضد حزب العمال الكردستاني، بما في ذلك:

  • إغلاق جميع المقرات والمنظمات المرتبطة بالحزب.
  • وقف الأنشطة الإعلامية التي تعتبرها أنقرة داعمة للحزب.
  • تعزيز الإجراءات الأمنية لمنع أي نشاط يُعتقد أنه يهدد الأمن القومي التركي.

تركيا ترى أن هذه الخطوات ضرورية لإثبات حسن النية من جانب السلطات في السليمانية قبل أن تعيد النظر في قرار الحظر.

المفاوضات مستمرة بلا موقف رسمي

أشارت المصادر إلى أن الملف لا يزال قيد التفاوض بين الأطراف المعنية، لكن لم يصدر أي موقف رسمي حتى الآن من الحكومة العراقية أو حكومة إقليم كردستان بشأن الشروط التركية الأخيرة. هذا الصمت قد يعكس التعقيدات السياسية التي تواجهها السلطات المحلية والإقليمية في التعامل مع المطالب التركية.

تأثير الحظر على السليمانية

الحظر المفروض على مطار السليمانية أدى إلى عزلة اقتصادية ومعيشية كبيرة في المدينة، حيث فقدت السليمانية إحدى أهم وسائل التواصل مع العالم الخارجي. كما أثر الحظر على السياحة والاستثمارات الأجنبية، وأثقل كاهل المواطنين الذين يضطرون الآن للسفر عبر مطار أربيل أو بغداد، مما يزيد من التكاليف والمعاناة.

التحديات أمام السلطات المحلية

على الرغم من الضغوط التركية، تواجه السلطات في السليمانية تحديات كبيرة في تنفيذ المطالب التركية، خاصة في ظل:

  • العلاقات التاريخية بين الاتحاد الوطني الكردستاني وبعض الأطراف المرتبطة بحزب العمال الكردستاني.
  • التداعيات السياسية والاجتماعية التي قد تترتب على اتخاذ خطوات صارمة ضد المنظمات المرتبطة بالحزب.
  • الحاجة إلى تحقيق توازن بين إرضاء تركيا والحفاظ على الاستقرار الداخلي.

الخلاصة

الرسائل التركية تعكس استمرار الضغوط التي تمارسها أنقرة على السلطات الكردية في العراق، خاصة في ظل التوترات المستمرة حول ملف حزب العمال الكردستاني. ومع ذلك، فإن تنفيذ هذه المطالب قد يصطدم بتعقيدات سياسية وميدانية، ما يجعل مستقبل مطار السليمانية رهنًا بالمفاوضات الجارية وردود الفعل من مختلف الأطراف.

يبقى السؤال: هل ستتمكن السلطات في السليمانية من التوصل إلى تسوية ترضي تركيا دون التسبب بأزمات داخلية؟ أم أن استمرار الحظر سيؤدي إلى تصعيد جديد في العلاقات بين الأطراف المعنية؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *