مدير المرصد السوري: الولايات المتحدة، إسرائيل، تركيا، وروسيا – تعتبر “دول احتلال” للأراضي السورية

 

في تصريحات لافتة، أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الدول الرئيسية الفاعلة في الأزمة السورية – وهي الولايات المتحدة، إسرائيل، تركيا، وروسيا – تعتبر “دول احتلال” للأراضي السورية. وأشار إلى أن مفتاح الحل السياسي في سوريا يكمن في تل أبيب والمخابرات الأمريكية ، مؤكدًا أن دمشق قد التزمت بالشروط التي تم تسليمها لوزير الخارجية السورية.

سوريا تحت الاحتلال: غياب السيادة

شدد مدير المرصد على أنه من الصعب الحديث عن سيادة سورية في ظل وجود قوات أجنبية تستهدف مواقع داخل البلاد. فعلى سبيل المثال:

  • العمليات العسكرية الأمريكية : استهداف القوات الأمريكية لأهداف داخل الأراضي السورية يعكس استمرار النفوذ الأجنبي المباشر.
  • الدور الإسرائيلي : الاتفاق المزمع بين سوريا وإسرائيل لن يكون على أساس خطوط 1967 ، بل سيعود إلى خطوط 1974 ، مما يعني عمليًا طي صفحة الجولان السوري المحتل وعدم إعادته إلى السيادة السورية.

هذا الواقع يشير إلى أن السيادة السورية لا تزال مشوبة بتدخلات خارجية، حيث تعمل القوى الكبرى على تشكيل مستقبل البلاد بما يخدم مصالحها.

المعضلات الأساسية

أشار مدير المرصد إلى عدة تحديات رئيسية تواجه الحكومة السورية الحالية:

  1. معضلة التنظيمات الإرهابية :
    • استمرار تهديدات التنظيمات المتطرفة مثل داعش والجماعات المسلحة الأخرى.
  2. مشكلة المقاتلين الأجانب :
    • وجود آلاف المقاتلين الأجانب على الأراضي السورية، وهو ملف معقد يتطلب حلاً دوليًا وإقليميًا.
  3. حقوق الأقليات :
    • ضرورة احترام حقوق جميع مكونات الشعب السوري، سواء كانت عرقية (مثل الكرد) أو طائفية أو دينية.

وأكد أن هذه المعضلات هي العوائق الرئيسية أمام إعادة بناء سوريا المستقرة، مشيرًا إلى أن أي حل مستدام يجب أن يأخذها بعين الاعتبار.

العلاقات مع الولايات المتحدة

أوضح مدير المرصد أن الطريق نحو تطبيع العلاقات بين واشنطن ودمشق يعتمد على تحقيق شروط أساسية، أبرزها:

  • احترام حقوق الإنسان داخل الأراضي السورية.
  • ضمان حقوق كافة المكونات الطائفية والعرقية والدينية .

وأشار إلى أن الحكومة السورية الحالية، بقيادة الرئيس أحمد الشرع ، تعمل على تحقيق هذه الشروط، لكن هناك جهات داخلية وخارجية تعمل على تعطيل هذا المسار.

دور الفاعلين الخارجيين

  • تل أبيب والمفتاح الأمريكي :
    أكد مدير المرصد أن المفتاح الأساسي لحل الأزمة السورية يكمن في تل أبيب ، حيث أن السياسات الإسرائيلية تلعب دورًا محوريًا في تحديد مستقبل الجولان وسوريا ككل. كما أن المخابرات الأمريكية تلعب دور الوسيط الرئيسي في هذا السياق.
  • التعاون الدولي :
    يبدو أن دمشق قد التزمت بشروط القوى الكبرى، لكن التنفيذ العملي لهذه الشروط يواجه تحديات كبيرة بسبب التعقيدات الداخلية والإقليمية.

الخلاصة

تصريحات مدير المرصد السوري تعكس واقعًا معقدًا في سوريا، حيث تستمر القوى الأجنبية في التأثير على مستقبل البلاد. وعلى الرغم من الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار، فإن التدخلات الخارجية والتحديات الداخلية تجعل من الصعب الحديث عن سيادة كاملة أو حل شامل قريب.

يبقى السؤال: هل ستتمكن دمشق من تحقيق التوازن بين متطلبات القوى الكبرى واحتياجات الشعب السوري؟ وهل يمكن أن يؤدي الحوار الوطني إلى حل دائم يضمن حقوق الجميع؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *