الجولاني يطلب مساعدات عسكرية من تركيا وروسيا

 

صوت كوردستان:

في تصريح لافت، كشف الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع عن مفاوضات عسكرية جارية مع كل من تركيا وروسيا ، في خطوة قد تعيد رسم التوازنات الإقليمية والدولية في سوريا. يأتي هذا التصريح في ظل تكهنات متزايدة حول احتمال نقل أنقرة لأنظمة صواريخ إس-400 إلى دمشق، مما يثير تساؤلات حول مستقبل العلاقة بين الأطراف الثلاثة.

مفاوضات عسكرية ثلاثية الأبعاد

في حديث لصحيفة نيويورك تايمز ، أشار الشرع إلى إمكانية حصول سوريا على دعم عسكري وتقني من تركيا وروسيا، ضمن إطار المفاوضات الجارية. هذه الخطوة تتماشى مع التقارير الإعلامية التي تحدثت عن احتمال إعادة توجيه الأنظمة الدفاعية التركية نحو سوريا، بما يعزز قدراتها العسكرية ويخلق فرصًا جديدة للتعاون الإقليمي.

فرصة استراتيجية لتركيا

شدد الشرع على أن أي اتفاق محتمل مع تركيا يمثل “فرصة استراتيجية” لأنقرة لتحقيق عدد من الأهداف:

  1. الاقتراب من الحدود الإسرائيلية : حيث يمكن لتركيا تعزيز نفوذها الأمني والعسكري في المنطقة الجنوبية من سوريا.
  2. الحد من نفوذ حزب العمال الكردستاني (PKK) : من خلال التعاون مع دمشق، قد تتمكن تركيا من تضييق الخناق على الميليشيات الكردية التي تعتبرها تهديدًا لأمنها القومي.
  3. موازنة التأثير الإيراني : حيث يمكن لأنقرة أن تلعب دورًا أكبر في تقليص النفوذ الإيراني في سوريا، الذي كان أحد أبرز الملفات الشائكة في السنوات الماضية.

مصالح روسيا في المعادلة

من جانبها، تسعى روسيا إلى الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية في سوريا، بما في ذلك قواعدها العسكرية الموروثة من عهد بشار الأسد. وأكد الشرع استمرار الدعم العسكري والفني الروسي للجيش السوري، مشيرًا إلى أن دمشق تحتاج إلى هذا الدعم لتعزيز قدراتها الدفاعية وبناء “النظام الجديد”.

وقال الشرع: “علينا مراعاة هذه المصالح”، في إشارة إلى أهمية التنسيق مع موسكو لضمان استقرار البلاد وتحقيق التوازن بين القوى الإقليمية والدولية.

أنظمة إس-400: تقارب تركي سوري؟

أحد أبرز النقاط التي أثارت الاهتمام في تصريحات الشرع هو الحديث عن احتمال نقل تركيا لأنظمة صواريخ إس-400 إلى سوريا. إذا تم تنفيذ هذا السيناريو، فإنه سيشكل تحولًا كبيرًا في العلاقات التركية السورية، حيث كانت أنقرة تستخدم هذه الأنظمة في السابق كأداة ضغط على حلفائها في الناتو، وخاصة الولايات المتحدة.

نقل هذه الأنظمة إلى سوريا قد يكون بمثابة رسالة من تركيا بأنها مستعدة لتوسيع نفوذها العسكري في المنطقة، مع تعزيز قدرات الجيش السوري في مواجهة التهديدات الخارجية، بما في ذلك إسرائيل.

منح الجنسية للمقاتلين الأجانب

في سياق آخر، أشار الشرع إلى جهود الحكومة السورية لإرساء دعائم “النظام الجديد”، بما في ذلك النظر في منح الجنسية للمقاتلين الأجانب الذين دعموا النظام خلال سنوات الحرب. وقال إن هذه الخطوة تأتي في إطار تقدير دمشق لتضحياتهم وتعزيز ولائهم للدولة السورية.

تحديات واستراتيجيات مستقبلية

على الرغم من الفرص التي قد تتيحها هذه المفاوضات، إلا أن هناك تحديات كبيرة يجب معالجتها:

  1. التوازن بين المصالح التركية والروسية : حيث قد تتصادم أجندات أنقرة وموسكو في بعض الملفات، خاصة فيما يتعلق بالنفوذ في شمال سوريا.
  2. الموقف الإيراني : قد تعارض طهران أي تحركات تهدف إلى تقليص نفوذها في سوريا، مما قد يؤدي إلى تصعيد التوترات.
  3. رد الفعل الإسرائيلي : إذا تم نقل أنظمة إس-400 إلى سوريا، فقد ترى تل أبيب ذلك تهديدًا مباشرًا لأمنها، مما قد يؤدي إلى تصعيد عسكري جديد.

الخلاصة

تصريحات الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع تشير إلى أن سوريا تسعى لاستغلال التغيرات الجيوسياسية في المنطقة لتعزيز موقعها وإعادة بناء قدراتها العسكرية. ومع ذلك، فإن نجاح هذه الجهود يتطلب تحقيق توازن دقيق بين مصالح الأطراف المختلفة، بما في ذلك تركيا وروسيا وإيران.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *