صوت كوردستان:
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن قاعدة حميميم الروسية في الساحل السوري استقبلت خلال الـ48 ساعة الماضية أعدادًا كبيرة من النازحين العلويين الفارين من قراهم، وسط تصاعد المخاوف من عمليات أمنية محتملة أو تصعيد طائفي في المنطقة. يأتي هذا التطور في ظل غياب أي إجراءات واضحة من قبل السلطات السورية لتهدئة الأوضاع، بل إن هناك تقارير تشير إلى أن العلويين يشعرون بقلق متزايد بسبب التهديدات الأمنية والضغوط التي يتعرضون لها.
هروب جماعي نحو القاعدة الروسية
وفقًا للمرصد، فإن العديد من سكان القرى العلوية في الساحل السوري فرّوا باتجاه قاعدة حميميم الروسية ، التي تقع بالقرب من مدينة جبلة. جاء هذا الهروب بعد انتشار شائعات عن نية السلطات السورية تنفيذ حملة أمنية في المنطقة، وهو ما زاد من حالة الهلع بين الأهالي.
وأوضح المرصد أن القاعدة الروسية سمحت لمئات المواطنين بالدخول وأمنت لهم الاحتياجات الأساسية، حيث تم توزيع خيام على النازحين وإنشاء مخيمات مؤقتة داخل القاعدة. هذه الخطوة تعكس الدور الذي تلعبه روسيا كجهة ضامنة للأمن في المناطق العلوية، خاصة في ظل غياب أي خطوات ملموسة من السلطات السورية لحماية هذه الفئة.
مخاوف من تصعيد طائفي
تزداد المخاوف في صفوف المجتمع العلوي مع تجدد الحديث عن احتمال وقوع تصعيد مشابه لأحداث الساحل السوري التي شهدتها المنطقة في آذار الماضي . تلك الأحداث شهدت أعمال عنف واسعة واستهدافًا للمجتمعات العلوية، مما ترك آثارًا نفسية عميقة لدى الأهالي.
وفي سياق متصل، انتشر مقطع مصور يظهر انتشار مجموعات مسلحة من “البدو” المنتمين إلى عشيرة الفواعرة في حي وادي الذهب ذي الغالبية العلوية في مدينة حمص. وتظهر هذه المجموعات وهي ترفع شعارات طائفية، مما أثار مخاوف من احتمال وقوع عمليات قتل جماعية أو أعمال انتقامية ضد السكان العلويين.
غياب الإجراءات الحكومية
المثير للانتباه هو غياب أي دور واضح للسلطات السورية في تهدئة المخاوف أو توفير الحماية للسكان العلويين. وعلى العكس، يبدو أن الشائعات حول حملات أمنية أو احتمال وقوع تصعيد جديد قد زادت من حالة الهلع بين الأهالي، مما دفعهم إلى البحث عن ملاذ آمن، سواء في القواعد الروسية أو مناطق أخرى.
ويشير هذا الغياب إلى فقدان الثقة المتزايد بين المجتمع العلوي والحكومة السورية، خاصة في ظل الانقسامات السياسية والطائفية التي تعمقت منذ بداية الأزمة السورية.
دور روسيا كضامن للأمن
مع استمرار التوترات، يبدو أن روسيا تلعب دورًا متزايد الأهمية في حماية المجتمعات العلوية في سوريا. استقبال القاعدة الروسية للنازحين العلويين يعكس هذا الدور، حيث تسعى موسكو إلى تقديم نفسها كضامن للأمن والاستقرار في المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية.
ومع ذلك، فإن هذا الدور قد يزيد من تعقيد المشهد السياسي في سوريا، خاصة إذا ما استمرت السلطات السورية في عدم اتخاذ خطوات حقيقية لمعالجة الأسباب الجذرية لهذه الأزمات.
الخلاصة
الوضع الحالي يعكس حالة من التوتر المتصاعد بين المجتمعات العلوية والبيئة المحيطة بها في سوريا، وسط غياب أي حلول مستدامة من قبل السلطات السورية. ويبدو أن روسيا تحاول سد الفراغ الناتج عن هذا الغياب عبر تقديم الحماية المباشرة للمجتمعات العلوية.