في خطوة لافتة، طالبت أكثر من 100 شخصية ثقافية وأكاديمية من تيارات مختلفة بـ”حل الكيانات المسلحة” في العراق، وذلك ضمن مبادرة وطنية أطلق عليها اسم “عراقيون” . المبادرة التي جاءت خلال مؤتمر عُقد في بغداد يوم السبت، تهدف إلى إصلاح المسارات السياسية والقضائية بعيدًا عن “دوافع انتخابية”، في إشارة إلى الاقتراع العام المقرر في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) 2025.
لحظة حاسمة في تاريخ العراق
وصف البيان الصادر عن المؤتمر الوضع الحالي في العراق بأنه “لحظة حاسمة من تاريخ البلاد”، مشيرًا إلى أن الأوضاع قد تراجعت بشكل كبير بسبب:
- السياسات العشوائية : التي انتهجتها القوى السياسية على مدى عقود.
- المواقف الارتجالية : التي لم تأخذ بعين الاعتبار مصالح الشعب العراقي.
- المصالح الفئوية : التي سيطرت على المشهد السياسي وأدت إلى تهميش الإرادة الشعبية.
ودعا البيان إلى التصدي لهذه التحديات بنهج وطني شامل، يضع مصلحة العراق فوق كل اعتبار.
التحديات الإقليمية والمحلية
أشار أصحاب المبادرة إلى الظروف الراهنة التي تشهدها المنطقة، معربين عن قلقهم من تأثير تداعياتها المحتملة على العراق. وأكدوا أن هذه الظروف زادت من تعاظم الأخطار الداخلية ، مثل:
- سيطرة الكيانات المسلحة : التي أصبحت تهيمن على مفاصل الدولة وتضعف هيبتها.
- تفشي الفساد : الذي بلغ مستويات غير مسبوقة، مما أدى إلى تآكل المؤسسات العامة.
- تراجع الحريات : حيث شهدت البلاد انحسارًا في الحريات العامة والسياسية.
- تهميش الإرادة الشعبية : نتيجة هيمنة القوى السياسية التقليدية على القرار الوطني.
كل هذه العوامل، وفقًا للمبادرة، تدفع العراق نحو “حافة الهاوية”، ما يستدعي تدخلاً سريعًا لإنقاذ البلاد.
مطالب المبادرة
ركزت مبادرة “عراقيون” على عدد من المطالب الرئيسية، أبرزها:
- حل الكيانات المسلحة :
- دعت المبادرة إلى إنهاء سيطرة الجماعات المسلحة على مؤسسات الدولة، وحصر السلاح بيد الدولة فقط.
- إصلاح المسارات السياسية والقضائية :
- طالبت بإصلاح شامل للنظام السياسي والقضائي، بما يضمن الشفافية والعدالة ويحارب الفساد.
- تعزيز الحريات والإرادة الشعبية :
- أكدت ضرورة استعادة الحريات العامة واحترام حقوق الشعب العراقي في المشاركة السياسية.
- تجاوز الدوافع الانتخابية :
- شددت المبادرة على أن الإصلاحات يجب أن تكون بعيدة عن أجندات الانتخابات المقبلة، وأن تهدف إلى تحقيق مصلحة العراق على المدى الطويل.
رسالة تحذيرية
اعتبر أصحاب المبادرة أن العراق يمر بمرحلة حرجة تتطلب تكاتف جميع القوى الوطنية. وأشاروا إلى أن استمرار الوضع الحالي دون تغيير جذري قد يؤدي إلى انهيار الدولة وزعزعة استقرار البلاد.
الخلاصة
مبادرة “عراقيون” تمثل صرخة تحذيرية من قبل نخب ثقافية وأكاديمية تسعى إلى إنقاذ العراق من الانزلاق نحو الفوضى. ومع ذلك، فإن تحقيق هذه الأهداف يتطلب إرادة سياسية حقيقية من الحكومة العراقية، بالإضافة إلى دعم المجتمع الدولي.