صوت كوردستان:
في تصريح لافت، أكدت باربرا ليف ، المساعدة السابقة لوزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، أن رئيس سلطة دمشق أحمد الشرع أبدى تفهماً واضحاً للمخاوف الأمنية الإسرائيلية، متعهداً بعدم السماح لأي جهة أو دولة باستخدام الأراضي السورية كمنطلق لتهديد إسرائيل. هذا التصريح يأتي في سياق الجهود المبذولة لإعادة بناء العلاقات بين سوريا وجيرانها الإقليميين، وخاصة إسرائيل، في ظل القيادة الجديدة بدمشق.
التعهد بعدم تهديد إسرائيل
وفقًا لتصريحات باربرا ليف خلال مقابلة مع “القناة 12” الإسرائيلية ، أكد الشرع أنه لن يسمح بأي نشاط على الأراضي السورية يمكن أن يشكل تهديداً مباشرًا أو غير مباشر لإسرائيل. وأشارت ليف إلى أن هذا التعهد يعكس رغبة الشرع في بناء علاقات جيدة مع الأطراف الإقليمية، بما في ذلك إسرائيل، وفتح “فصل جديد” في العلاقات بين البلدين.
تفهم المخاوف الإسرائيلية
شددت ليف على أن الشرع “متفهم للمخاوف الإسرائيلية”، وهو ما يعتبره مراقبون مؤشراً على تحول محتمل في السياسة السورية تجاه إسرائيل. وأكدت أن الرئيس السوري أعرب عن استعداده للتعاون لضمان الاستقرار الإقليمي، مشيرة إلى أن هذه الخطوة قد تكون بداية لتغييرات كبيرة في الديناميكيات الإقليمية.
إعجاب الإدارة الأميركية السابقة
أشارت ليف إلى أن الشرع كان يثير إعجاب المسؤولين في الإدارة الأميركية السابقة خلال تعامله مع الملفات الإقليمية، حيث كانت “مصداقيته” محل تقدير كبير. ومع ذلك، أكدت أن الزمن وحده سيكشف ما إذا كان الشرع قد غيّر نهجه بالفعل أم أن هذه التصريحات مجرد تكتيك سياسي مؤقت.
آفاق العلاقات السورية-الإسرائيلية
إذا ما تم تنفيذ هذه التعهدات بشكل عملي، فقد تؤدي إلى تحسين العلاقات بين سوريا وإسرائيل، التي شهدت عقودًا من التوتر والعداء. وفي حال تحقق هذا الانفتاح، قد يشمل التعاون بين الجانبين قضايا أمنية واقتصادية، مثل:
- استقرار الجولان : الذي لا يزال مصدر خلاف بين البلدين.
- مكافحة الإرهاب : من خلال التنسيق ضد الجماعات المسلحة التي قد تهدد الأمن الإقليمي.
- التعاون الاقتصادي : بما في ذلك إعادة الإعمار في سوريا والاستثمارات الإسرائيلية المحتملة.
تحديات مستقبلية
على الرغم من هذه المؤشرات الإيجابية، تبقى هناك تحديات كبيرة أمام تحسين العلاقات بين سوريا وإسرائيل، منها:
- القضايا العالقة : مثل وضع هضبة الجولان المحتلة، والتي تعتبرها سوريا جزءًا لا يتجزأ من أراضيها.
- الموقف الإيراني : حيث ترى طهران أن أي تقارب بين سوريا وإسرائيل قد يكون ضربة لنفوذها في المنطقة.
- ردود الفعل الداخلية : إذ قد تواجه القيادة السورية انتقادات داخلية من القوى المعارضة لأي خطوات تطبيع مع إسرائيل.
الخلاصة
تصريحات باربرا ليف حول موقف أحمد الشرع من إسرائيل تشير إلى رغبة دمشق في فتح صفحة جديدة في العلاقات الإقليمية، مع التركيز على تحقيق الاستقرار والأمن. ومع ذلك، فإن نجاح هذه الجهود يعتمد على مدى قدرة الشرع على تنفيذ تعهداته بشكل عملي، وكذلك على استجابة الأطراف الإقليمية والدولية لهذه المبادرات.