كشف تقرير جديد أصدرته جمعية حقوق الإنسان (İHD) فرع دياربكر عن حجم الانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان التي شهدتها منطقة شرق وجنوب شرق الأناضول خلال عام 2024. ووفقًا للتقرير الذي استعرضه سكرتير الجمعية، عمر سامان ، تم توثيق ما لا يقل عن 7431 انتهاكًا لحقوق الإنسان في المنطقة خلال عام واحد فقط، مما يعكس استمرار التحديات الكبيرة التي تواجه السكان المحليين.
الانتهاكات ضد الحق في الحياة
أبرز التقرير انتهاكات خطيرة ضد الحق الأساسي في الحياة، حيث فقد 264 شخصًا حياتهم نتيجة أعمال العنف والصراعات وأخطاء السلطات. ومن بين هؤلاء:
- 31 من أفراد الأمن : قتلوا أثناء مهامهم.
- 116 مسلحًا : سقطوا في عمليات أمنية أو مواجهات مسلحة.
- 117 مدنيًا : قضوا نتيجة العنف المجتمعي، استخدام القوة المفرطة، أو الإهمال الرسمي.
وأشار التقرير إلى أن ثلاثة مدنيين على الأقل قُتلوا نتيجة عمليات “إعدام خارج نطاق القضاء”، بينما توفى 19 مواطنًا بسبب أخطاء وإهمال رسمي، مثل انقطاع الخدمات الصحية أو التعامل غير الإنساني مع الحالات الطارئة.
الانتهاكات ضد النساء والأطفال
العنف ضد النساء:
شهدت المنطقة تصاعدًا مقلقًا في العنف ضد النساء، حيث لقيت 118 امرأة حتفهن نتيجة العنف الأسري أو المجتمعي. كما تعرضت 5 نساء على الأقل للاعتداء الجنسي ، وأصيبت 27 امرأة بجروح جراء العنف الجسدي.
الأطفال ضحايا العنف:
تعرض الأطفال أيضًا لانتهاكات خطيرة، حيث قُتل 19 طفلًا وأصيب 43 آخرون نتيجة العنف الجسدي والجنسي. هذه الأرقام تعكس استمرار معاناة الفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع.
التعذيب وسوء المعاملة
أكد التقرير تعرض 174 مواطنًا على الأقل للتعذيب وسوء المعاملة في مراكز الاحتجاز أو في الشوارع، بينما عانى 63 سجينًا من انتهاكات مماثلة داخل السجون. كما تم تسجيل حالات عزل انفرادي طالت 22 سجينًا ، في حين انتهك حق 125 سجينًا في الحصول على الرعاية الصحية.
الاعتقالات والمداهمات
- تم احتجاز 2014 شخصًا على الأقل، من بينهم 108 أطفال .
- تم توقيف 308 أشخاص ، بما في ذلك 8 أطفال .
- شهدت المنطقة مداهمة 972 منزلًا ومحلًا تجاريًا خلال العام.
الانتهاكات ضد الحريات العامة
- تم حظر 6 فعاليات عامة في المنطقة.
- صادرت السلطات 560 منشورًا وتعرضت صحيفة ومقرات 7 أحزاب سياسية للهجوم.
- تم توثيق 8 انتهاكات ضد استخدام اللغة الأم ، مما يعكس استمرار الضغوط على الحقوق الثقافية واللغوية.
الانتهاكات الاقتصادية والاجتماعية
لم يقتصر الأمر على الانتهاكات الأمنية والسياسية، بل شملت التحديات أيضًا الحقوق الاقتصادية والاجتماعية:
- لقي 35 عاملًا حتفهم بسبب ظروف عمل غير آمنة، وأصيب 32 آخرون .
- انتهك حق 416 مواطنًا في الرعاية الصحية، مما يعكس تدهور الخدمات الأساسية.
- تم تعيين أمناء لإدارة 7 بلديات في المنطقة، وفتح تحقيقات إدارية ضد 4 بلديات أخرى ، مما يشير إلى تزايد التدخلات في الإدارة المحلية.
نداء من أجل السلام والحريات
خلال الاجتماع، وجهت رئيسة فرع باتمان لجمعية حقوق الإنسان، ريميسا دينيز كايا ، نداءً عاجلًا قائلة:
“هدفنا هو الوصول إلى بلد وعالم ينتهي فيه انتهاك الحقوق، وتتحقق فيه العدالة والسلام والديمقراطية. سنواصل رغم كل الصعوبات توثيق انتهاكات حقوق الإنسان وإبرازها عبر التقارير، لمنعها ومكافحة الإفلات من العقاب وترسيخ احترام حقوق الإنسان.”
ودعت جميع الأطراف إلى بذل المزيد من الجهود لضمان استمرار المفاوضات الديمقراطية الهادفة إلى حل القضية الكردية، معربة عن أملها في أن يشهد الإقليم نهاية لانتهاكات حقوق الإنسان وحياة كريمة مليئة بالسلام المجتمعي والحريات.
الخلاصة
يسلط التقرير الضوء على استمرار الانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان في شرق وجنوب شرق الأناضول، مما يعكس الحاجة الملحة للتدخلات المحلية والدولية لحماية السكان المحليين وضمان احترام حقوقهم الأساسية. ومع ذلك، فإن تحقيق هذا الهدف يتطلب إرادة سياسية حقيقية من جميع الأطراف المعنية، بالإضافة إلى ضغط دولي لضمان مساءلة مرتكبي الانتهاكات.