يا قادة العرب، ستجتمعون في قمة بغداد بين القصور الفاخرة والقاعات المكيفة حيثُ تُفرش تحت اقدامكم الأبسطة الحمراء.
ولكن دعوني أسألكم: هل تعلمون أن السودان ينزف منذ سنوات في حرب اشعلها بعضكم ليستحوذ على قرار هذا البلد المظلوم؟
وهل تدركون أن ليبيا مزقتها حروبكم وتدخلاتكم ودعمكم لمجاميع مسلحة تنازعت بينها تلبية لرغباتكم؟
هل تسمعون أنين اليمنيين المحاصرين وهم يموتون جوعًا بينما اموالكم التي تدفعونها هناك تتحول الى موت يقتل أبناء الوطن الواحد؟
أتعلمون أن سورية باتت محتلة، تركي هنا، إسرائيلي هناك، أمريكي في السماء وفي الأرض؟ وأظنكم تجهلون أن طفلا عربيا يموت كل ساعة إما من الجوع أو المرض أو بسبب حرائق الحروب التي تشعلونها في البلدان العربية.
هل اطلعتم على التقارير الأممية أم انكم تتجاهلونها عمدا؟
انها تؤكد أن تسعة ملايين سوداني على حافة المجاعة، و70% من السوريين تحت خط الفقر؟
ونسبة البطالة بين شعوبكم بلغت 25% وان 32 مليون عربي هجروا بلدانهم هربا من ظلمكم وفشلكم و15 مليون عربي باتوا نازحين في بلدانهم؟
يا قادة العرب، والفشل والعمالة على ماذا تجتمعون في بغداد وما هي قراراتكم؟
ان تكلفة استضافتكم في بغداد تكفي لعلاج مليون طفل، وبناء عشرات المدارس لأطفال بلدي المحرومين.
ما الذي نجنيه من مؤتمراتكم وخطبكم وشعاراتكم؟ خمسة وسبعون عامًا من القمم العربية، وخمسة وسبعون عامًا من الفشل الذريع.
عشرات المؤتمرات لم تنتج سوى ادانات واستنكارات فارغة حوتها ادراج مكاتب الجامعة. الدم العربي يُباع في أسواق المحتلين الجدد، وثرواتنا تُنهب في وضح النهار، ودموع أطفال غزة سلعة في سوق النخاسة السياسية.
لو كنتم تهتمون للعرب، لحوّلتم ميزانيات قممكم إلى سفن لإنقاذ اللاجئين والجائعين والمتلحفين بالسماء.
يا قادة الفشل والهوان، أنتم تختنقون بروائح العطور الفاخرة في قاعاتكم المغلقة، ولكن هل تشمون رائحة الدماء التي تُغرّق أوطانكم؟
هل تسمعون صيحات الحرب الطائفية المستعرة بين شعوبكم ام انها تحدث بمباركتكم وتشجيع اعلامكم؟
الأولى لكم ان تعلنوا موت جامعتكم العربية التي لم تحمِ بلدانها ولم تنصر شعوبها ولم تقف وقفة شروف واحدة على مرّ تاريخها.
الأجدى ان تصمتوا وتكفوا عن اصدار البيانات التي ملّتها الشعوب المقهورة.
وتأكدوا أن معظم العراقيين لا يثقون بقممكم، فسبق ان اجتمعتم في بغداد قبل سنوات، وكنتم في الوقت الذي اجتمعتم فيه تدعمون التطرف والطائفية وتمولون عمليات قذرة قتلت الآلاف من العراقيين في وسط وجنوب البلاد.
وأنتم أنفسكم دعمتم داعش بأموالكم واعلامكم وفتاوى رجال دينكم، فهل نزعتم جلدكم ام هناك دسيسة جديدة تمررونها من خلال قمة بغداد؟!