صوت كوردستان:
في تصعيد لافت، أصدر رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، اللواء إيال زامير ، تعليماته لقوات الدفاع الإسرائيلية (جيش الدفاع الإسرائيلي) بالاستعداد لضرب أهداف تابعة للنظام السوري إذا استمر العنف ضد الطائفة الدرزية في سوريا. جاء هذا القرار بعد تقييم الوضع الأمني في أعقاب الهجمات التي استهدفت المدنيين الدروز في سوريا من قبل أفراد النظام الجديد.
هجمات إسرائيلية محدودة وتهديدات أكبر
خلال اليوم نفسه، شنت طائرات إسرائيلية غارات استهدفت ناشطين على أطراف دمشق، متهمة إياهم بشن هجمات ضد المدنيين الدروز. وأكد جيش الدفاع الإسرائيلي أنه يراقب التطورات في المنطقة السورية عن كثب، مع انتشار قواته على الحدود الشمالية في حالة تأهب قصوى استعداداً لسيناريوهات مختلفة، بما في ذلك الدفاع عن النفس أو تنفيذ عمليات عسكرية إذا لزم الأمر.
رسالة قوية من نتنياهو وكاتس
في بيان مشترك، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس أن دولة إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي مساس بالطائفة الدرزية داخل سوريا. وقال البيان:
“في يوم الذكرى لشهداء القوات المسلحة الإسرائيلية، عندما نكرم المساهمة العظيمة للمجتمع الدرزي في أمن إسرائيل وذكرى الدروز الذين ضحوا بحياتهم للدفاع عن دولة إسرائيل، نرى أهمية كبيرة في تحقيق التزامنا تجاه المجتمع الدرزي في إسرائيل وحماية إخوانهم في سوريا”.
تحذير وزير الخارجية كوهين
في سياق متصل، وجه وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين رسالة تحذيرية واضحة للنظام السوري خلال مراسم إحياء ذكرى شهداء جيش الدفاع الإسرائيلي من الطائفة الدرزية في مقبرة مرار. قال كوهين:
“إن التحالف بين شعب إسرائيل والطائفة الدرزية يتجاوز الحدود. ولن تقف دولة إسرائيل مكتوفة الأيدي إذا حاولوا المساس بالدروز خارج حدودها”.
هذا التصريح يعكس موقفاً إسرائيلياً صارماً تجاه أي تهديد للدروز، سواء داخل إسرائيل أو عبر الحدود في سوريا.
احتجاجات الدروز في إسرائيل
تزامناً مع التطورات في سوريا، شهدت مناطق الشمال في إسرائيل مظاهرات عفوية من قبل أبناء الطائفة الدرزية، احتجاجاً على ما وصفوه بـ”مجزرة الطائفة الدرزية في سوريا”. في مفترق الياسيف قرب عكا وفي قرية الرامة ، أحرق المتظاهرون الإطارات على طول الطريق السريع رقم 85، مما أدى إلى زحمة مرورية شديدة.
قال أحد سكان الطائفة الدرزية في الشمال:
“لم تكن المظاهرة مُخططة، بل كانت تعبيراً عفوياً عن الغضب. يبدو أنها جاءت احتجاجاً على المجزرة بحق أبناء الطائفة في سوريا. العديد من المواطنين توقفوا في زحمة المرور أثناء توجههم لزيارة المقابر لإحياء هذه الذكرى”.
أهمية الطائفة الدرزية بالنسبة لإسرائيل
الطائفة الدرزية تُعتبر جزءاً لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والسياسي في إسرائيل، حيث لعب أبناؤها دوراً بارزاً في الجيش الإسرائيلي وأجهزة الأمن. وقد أظهرت إسرائيل تاريخياً التزاماً قوياً بحماية حقوق الدروز داخل حدودها، ومؤخراً بدأت تمتد يدها لدعم أبناء الطائفة في سوريا، خاصة في ظل الهجمات المستمرة ضدهم.
الخلاصة
التصعيد الإسرائيلي الأخير يعكس استراتيجية واضحة تهدف إلى حماية الطائفة الدرزية في سوريا، سواء عبر الضغط العسكري أو التحذيرات السياسية. ومع ذلك، فإن هذه الخطوة قد تزيد من تعقيد المشهد السوري وتثير تساؤلات حول كيفية استجابة النظام السوري والقوى الإقليمية الأخرى لهذا التهديد.