“غارات جوية تركية تستهدف محيط سد تشرين وقرقوزاق: تصعيد جديد يزيد التوتر شمال سوريا”

 

صوت كوردستان: 

شنّ الطيران المسيّر التركي، فجر اليوم، أربع غارات جوية استهدفت محيط جسر قرقوزاق وسد تشرين في ريف منبج الشرقي بريف حلب، حيث سُمع دوي انفجارات متتالية أثارت حالة من الذعر بين المدنيين. حتى الآن، لم ترد معلومات مؤكدة عن سقوط خسائر بشرية، لكن الهجمات تعكس تصعيدًا عسكريًا خطيرًا في المنطقة.

تصاعد التوتر على خطوط التماس

يأتي هذا التصعيد في ظل التوتر المتصاعد على خطوط التماس بين فصائل الجيش الوطني السوري المدعومة من تركيا من جهة، وقوات قسد (قوات سوريا الديمقراطية) من جهة أخرى. وشهدت الأجواء تحليقاً مكثفاً للطيران المسيّر التركي، ما يشير إلى نية أنقرة ممارسة مزيد من الضغط العسكري على مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا.

ويعتبر سد تشرين ، الذي يُعد من أهم البنى التحتية المائية في المنطقة، هدفاً استراتيجياً محتملاً للهجمات التركية، مما يزيد من خطورة التصعيد الحالي وتأثيره على السكان المحليين.


استنفار عسكري وعودة الاشتباكات

في 28 نيسان الجاري، شهدت منطقة سد تشرين استنفاراً عسكرياً واسعاً على خلفية هشاشة الهدنة وتزايد الخروقات بين قسد والتشكيلات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع السورية. وفي الساعات الأخيرة، كثفت القوات التركية هجماتها بالمسيرات على مواقع قريبة من السد، مما أدى إلى زيادة حالة الاستنفار على الأرض.

تحركات قسد والقوات المدعومة من تركيا

  • قامت قسد بإعادة تموضع قواتها في قرية أبو قلقل ، التي تبعد حوالي 7 كيلومترات عن السد، وأصدرت أوامر لتشكيلاتها برفع الجاهزية القتالية.
  • من جانبها، عززت القوات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع مواقعها على طول خطوط التماس، عبر إرسال تعزيزات عسكرية تضمنت عتاداً ثقيلاً وجنوداً إضافيين.

اشتباكات جديدة وسقوط ضحايا

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بعودة التوتر إلى منطقة سد تشرين في ريف حلب الشرقي، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين قسد وعناصر من فرقة السلطان مراد المدعومة من تركيا. وخلال هذه الاشتباكات، قُتل أحد عناصر الفرقة إثر محاولة التسلل نحو مواقع عسكرية تابعة لقسد على محور السد.

واستخدمت الأطراف المتحاربة الأسلحة الخفيفة والمتوسطة في هذه المواجهات، مما زاد من حدة التوتر في المنطقة.

أهداف الهجوم التركي واستراتيجية الضغط

الهجوم الجديد يعكس استمرار سياسة الضغط العسكري التي تتبعها تركيا ضد مناطق الإدارة الذاتية، خاصة بالقرب من المواقع الحيوية مثل سد تشرين . ويبدو أن أنقرة تسعى إلى تحقيق عدة أهداف:

  1. إضعاف نفوذ قسد : عبر استهداف مواقعها العسكرية والبنية التحتية في المنطقة.
  2. إظهار القوة : لتوجيه رسالة إلى القوى الإقليمية والدولية بأنها لا تزال لاعباً رئيسياً في الملف السوري.
  3. الضغط السياسي : لدفع قسد وحلفائها إلى تقديم تنازلات في أي مفاوضات مستقبلية.

مخاوف إنسانية وأمنية

يستهدف التصعيد التركي مناطق ذات أهمية استراتيجية وإنسانية، مثل سد تشرين ، الذي يوفر المياه والطاقة الكهربائية لملايين السكان. أي تصعيد عسكري في هذه المنطقة قد يؤدي إلى كارثة إنسانية بسبب تأثيره على توفر المياه والكهرباء.

كما أن استمرار الاشتباكات والغارات الجوية يهدد بتدهور الوضع الأمني بشكل أكبر، مما قد يؤدي إلى نزوح المدنيين وتفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة.

الخلاصة

الغارات الجوية التركية الجديدة على محيط سد تشرين وجسر قرقوزاق تعكس تصعيداً خطيراً في شمال سوريا، وسط توترات متصاعدة بين قسد والفصائل المدعومة من تركيا. ومع عودة الاشتباكات وسقوط ضحايا، يزداد القلق بشأن استقرار المنطقة وأمن سكانها.

يبقى السؤال: هل ستتدخل القوى الدولية والإقليمية لتهدئة الأوضاع؟ وهل ستتمكن الأطراف المحلية من تجنب الانزلاق نحو مواجهة أوسع؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *