“تصعيد دموي في سوريا: تصفية ميدانية وقصف عشوائي ضد الطائفة الدرزية وسط انهيار الهدن”

صوت كوردستان: 

تستمر التوترات الطائفية في سوريا بالتصاعد بوتيرة خطيرة، حيث شهدت مناطق عدة في ريف دمشق والسويداء جرائم قتل ميداني، قصف عشوائي، واعتداءات واسعة بحق الطائفة الدرزية. هذه الأحداث جاءت في ظل تصاعد الشحن الطائفي منذ سيطرة السلطة الجديدة على المدن التي كانت خاضعة لنظام حكم البعث، مما أدى إلى ارتفاع عدد القتلى والمصابين.

إعدامات ميدانية وحرق الجثث

كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عن إقدام عناصر تابعين لسلطة دمشق على تنفيذ إعدامات ميدانية بحق 9 من أبناء الطائفة الدرزية، وإحراق جثث بعضهم بعد وقوعهم في كمين أثناء توجه رتل من شبّان الطائفة من السويداء إلى بلدة صحنايا بريف دمشق لدعم المجموعات المحلية هناك.

نفذ الكمين على طريق دمشق – السويداء ، وأسفر عن مقتل 15 شخصاً على الأقل، مع ترجيحات بارتفاع الحصيلة بسبب وجود عدد كبير من المصابين بجروح خطيرة. وبهذا يرتفع عدد ضحايا التصعيد في جرمانا وأشرفية صحنايا إلى 56 قتيلاً، وفقًا للمرصد.

قصف القرى واستهداف المدنيين

شهدت القرى الجنوبية لمحافظة السويداء، مثل قرية رساس وعرى ، قصفاً عنيفاً باستخدام أسلحة متعددة، ما أدى إلى أضرار مادية كبيرة في المنازل السكنية وإصابة عدد من المدنيين. ووفقاً لمصادر محلية، سقطت قذائف هاون على قرية رساس ، بينما تم استهداف قرية الصورة الكبيرة بقصف عنيف، ما أسفر عن مقتل أكثر من 8 أشخاص وإصابة آخرين من المسلحين التابعين لسلطة دمشق.

الأهالي في تلك المناطق يعيشون حالة من الهلع والخوف المتزايد جراء استمرار الاستهداف العشوائي، الذي يطال بشكل مباشر حياتهم اليومية وممتلكاتهم.

التكفيريون يدخلون صحنايا: اعتداءات على المدنيين ورجال الدين

في تطور جديد، دخلت جماعات مسلحة متطرفة تابعة لسلطة دمشق إلى مدينة صحنايا وأشرفية صحنايا ، حيث شنت هجمات واسعة النطاق على الأهالي، ما أدى إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة. زعمت السلطات أنها دخلت المنطقة لـ”فض الاشتباكات وملاحقة المتورطين”، لكن الأهالي أكدوا أن القوات التي دخلت تضم عناصر تكفيريين نفذوا اعتداءات على المدنيين ورجال الدين.

ووفقًا للأهالي، كان الاتفاق بين مشايخ الطائفة الدرزية ومسؤولي سلطة دمشق يقضي بدخول قوات أمنية فقط لحماية المدنيين، إلا أنهم فوجئوا بوصول “قوات إرهابية تكفيرية”، وهو ما أثار غضب واستياء السكان المحليين.

اجتماع مشايخ الطائفة مع سلطة دمشق ينتهي بتوترات جديدة

في محاولة لتهدئة الأوضاع، عُقد اجتماع بين مشايخ من الطائفة الدرزية، مثل حمود الحناوي ويوسف جربوع ، ومسؤولي سلطة دمشق في بلدة صحنايا . تم الاتفاق خلال الاجتماع على وقف إطلاق النار بشكل كامل في أشرفية صحنايا ، وتشكيل لجنة مشتركة بين وجهاء المنطقة وسلطة دمشق لبحث تداعيات الأحداث الأخيرة.

ومع ذلك، وفي أثناء الاجتماع نفسه، وردت أنباء عن توتر الأوضاع في محافظة السويداء، حيث تعرضت قرية الصورة الكبيرة لهجوم جديد، ما يعكس هشاشة الهدن وعدم جدية سلطة دمشق في تطبيقها.

شيخ العقل يندد بالاعتداءات الممنهجة

شدد شيخ العقل أبو أسامة يوسف جربوع على أن الأحداث لم تبدأ باعتداءات على قوات سلطة دمشق، كما تدعي الأخيرة، بل بدأت باستهداف ممنهج للطائفة الدرزية في جرمانا ، ثم أشرفية صحنايا ، وأخيرًا السويداء . وطالب شيخ العقل بوقف فوري لهذه الاعتداءات، معربًا عن استنكاره الشديد للممارسات الوحشية التي تتعرض لها الطائفة.

شهادات الأهالي: نهب واعتقالات تعسفية

نقلت مراسلتنا شكاوى الأهالي في أشرفية صحنايا حول عمليات نهب واسعة طالت ممتلكاتهم وأموالهم من قبل عناصر سلطة دمشق، بالإضافة إلى اعتقالات تعسفية طالت العديد من المدنيين. وأكد الأهالي أن هذه التجاوزات تزيد من حالة الغضب والاستياء في صفوف السكان.

الخلاصة: سوريا تتحول إلى مسرح للتطهير العرقي

ما يحدث في سوريا اليوم يتجاوز مجرد صراع سياسي أو أمني، ليصبح مشروعًا للتطهير العرقي يستهدف الطوائف المختلفة تحت ذريعة “الدين الصحيح”. الطائفة الدرزية، مثلها مثل الطائفة العلوية، تواجه حملة ممنهجة تهدف إلى القضاء على هويتها ووجودها.

على المجتمع الدولي أن يتحرك بسرعة لوضع حد لهذه المجازر، لأن الصمت يعني الموافقة الضمنية على استمرار هذه السياسات الإجرامية. وإذا لم يتم التصدي لهذا المشروع الآن، فإن سوريا ستتحول إلى ساحة جديدة للإرهاب والصراع الطائفي، حيث لا مكان فيها للتعايش أو التنوع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *