الانفال الرابعة بدأت بقصف قرى كوبتبة و عسكر و جمي ريَزان بالاسلحة الكمياوية
فؤاد عثمان/ صحفي و ناشط في مجال الجينوسايد
بعد انتهاء المرحلة الثالثة لعمليات الانفال سيئة الصيت والتي تعتبر ابشع مراحل الانفال، وفي اطار سياسة محو الهوية و الابادة الشاملة في 3/5/1998 بدا النظام المقبور المرحلة الرابعة لعمليات الانفال والتي طالت مناطق واسعة على امتداد نهر الزاب الصغير و سهل كوية وقرى شوان و شيخ بزيني و سفح جبل خالخالان، هدم خلالها اكثر من 237 قرية في هذه المنطقة و اقتيد اكثر من 28550 شخص الى مصير مجهول قبل قتلهم جميعا و دفنهم في المقابر الجماعية
واستمرت هذه المرحلة لغاية 13/5/1988 احرق النظام خلال هذه المرحلة الاخضر واليابس في هذه المناطق و اجتث جذور الاشجار و احرق البساتين و هدم عيون المياه و هدم البيوت.
بدأت هذه المرحلة في 3/5/1988 بقصف قرى كوبتبة و عسكر و جمي ريَزان بالاسلحة الكمياوية استعدادا لبدء هذه المرحلة استشهد نتيجة هذا القصف قرابة 200 شهيد و جرح ما لايقل عن 500 آخرين .
وفي يوم 4/5/1988 شن النظام هجوما واسعا على منطقة سهل شوان و شيخ بزيني و خالخالان و ضواحي نهر الزاب الصغير في اطار المرحلة الرابعة لعمليات الانفال سيئة الصيت هدم خلالها 237 قرية و اعتقل اكثر من 28550 شخصا اقتادهم النظام الى مصير مجهول وتم العثور على جثامين بعض منهم في المقابر الجماعية بعد سقوط النظام المباد.
في هذه المناسبة الحزينة ننحني اجلالا لدماء شهداء هذه الجريمة الاليمة وكل شهداء الانفال الخالدين في الذاكرة ونحيي ذويهم و اهالي المنطقة كافة .
نفذ النظام عمليات الانفال بدعم و مساندة الخونة من رؤوساء الافواج الخفيفة و المفارز الخاصة، الذين لهم دور بارز في انجاح مخططات النظام الدموية، عليه يجب محاكمة المتورطون في عمليات الانفال والمطلوبين وفق قرارات المحكمة الجنائية العراقية العليا
كما ان النظام البائد قد استند في ارتكاب هذه الجرائم واستخدام الاسلحة الكيمياوية على دعم الشركات الدولية التي زودت النظام الدموي بالاجهزة والمعدات والمواد الكيمياوية عليه يجب معاقبة هذه الشركات كونهم شركاء في تنفيذ هذه الجرائم و تحميلهم جانبا كبيرا من تعويض الضحايا .
في الوقت الذي نستذكر ذكرى قصف كوبتبة وعسكر و المرحلة الرابعة لعمليات الانفال نناشد الجهات المعنية العراقية بالسعي للكشف عن مصير المؤنفلين والبحث عن المقابر الجماعية و اعادة جثامينهم الطاهرة الى احضان ارض ابائهم استنادا الى قانون رقم 5 لسنة 2006 الذي أوكل هذه المسألة الى مؤسسة الشهداء ، كما وعلى الحكومة الاتحادية تنفيذ المادة 132 من الدستور
وتنفيذا لمقررات محكمة الجنايات العراقية العليا على الحكومة العراقية تعويض المتضررين من عمليات الانفال ماديا و معنويا وتبذل قصارى جهدها من اجل اعادة بناء القرى والمناطق التي هدمت جراء عمليات الانفال الرابعة و المراحل السابقة واللاحقة لعمليات الانفال سيئة الصيت.
وعلى حكومة اقليم كردستان والجهات ذات العلاقة من الجهات المعنية في الاقليم بذل قصارى جهدها من اجل تدويل هذه الجرائم في الاوساط الدولية وايلاء اهتمام اكبر بتعريف هذه الجرائم سياسيا و قانونيا بالاستفادة من تواجد ممثليات الدول و القنصليات الاجنبية و المنظمات الدولية
تجدر الاشار هنا وبالتضامن مع بدء مرحلة الانفال الرابعة اصدرت المحكمة الجنائية العراقية العليا في 4/5/2011 الحكم الاخير على ملف ابادة البارزانيين و اعتبرتها ابادة جماعية