ماذا ينقصك يا عراق ؟- سامي جواد كاظم

العراق هو دولة ذات تاريخ ، والدولة وطن وشعب وحكومة ، هذه التسمية للدولة العراقية هي امر طبيعي ، لكن بما تحمل كلمة الدولة من امتيازات داخلية وخارجية تجعل مكانة الدولة محل احترام واهتمام لدى الراي العام العالمي ، فهل ادى كل طرف ما عليه من مهام لاجل تثبيت هيبة الدولة العراقية .

الوطن ، هذه الارض المعطاء ، لو تتبعنا كل كيلو متر مربع فيه نجده مليء بالخيرات التي تفتقدها كثير من دول العالم ، ومما لاشك فيه الحديث عن خيرات النفط واباره حديث لا يقبل الجدل من حيث الوفرة بل كثير من امتار الارض العراقية يغلي النفط تحتها .

على مستوى الاراضي الخصبة للزراعة فانها متوفرة ويتوفر كل ما يستلزمها من اراض سهلية وانهار جارية تشق الاراضي العراقية من شماله الى جنوبه ، مع الانهر الفرعية ، بل حتى جبالها وصحرائها هي صالحة للزراعة لاصناف معينة من الاشجار مع توفر بعض المستلزمات وهي متوفرة في العراق بدليل هنالك من استغل بعض الاراضي الصحراوية واستصلحها .

اما بقية المعادن الارضية فانها غنية بها بما يمكنها من انعاش الاقتصاد وحتى قوة العملة العراقية ممكن من هذه الخيرات المعدنية .

حتى الاجواء العراقية اجواء تساعد على الزراعة بكل فصولها ، اي تساعد على الزراعة حسب اجوائها .

اما على مستوى التاريخ فالارض مليئة بالمواقع الاثرية وحتى الاثار في باطنها ، وهو تاريخ العراق خاصة والاديان عامة ، اما الحديث عن المقامات ، المراقد الدينية ، والكنائس التي تحكي تاريخ اعلام عاشوا في العراق ، تحكي سيرة مواطنين على مختلف دياناتهم عاشوا اخوة في العراق . وهنالك امتيازات اخرى ينفرد بها العراق .

الشعب وهو الطرف الثاني ، الحديث عن تاريخ الشعب العراقي حديث ذو شجون ، بل كثيرا ما نتباهى لما كان عليه هذا الشعب من ثقافة وقوة واباء وبقية الصفات التي يتمتع بها العراقي ، هذا الشعب هو الذي صنع تاريخ تفتخر به الارض ، هذا الشعب الذي كان مثالا رائعا للاخوة التي يعيشها والاخلاق التي عليها والتطور في كثير من مجالات الحياة .

الحكومة ، او الحاكم فالتاريخ يحكي عن رجال يشاد لهم بالبنان حكموا العراق ويكفي العراق فخرا ان الامام علي عليه السلام نقل مقر الخلافة الاسلامية من الحجاز الى العراق ، هنالك حكام حكموا العراق بين الطغيان والعمران والجمع بين الاثنين ، نعم قد يكون هنالك حاكم اجاد في بعض جوانب تثبيت دعائم الدولة لكنه من جانب اخر فيه من الظلم لبعض شرائح المجتمع العراقي .

بدا العبث الحقيقي في العراق من يوم تسلط العثمانيون على العراق وتهيئة ارض هشة للاحتلال الانكليزي ليكمل مشوار هدم الدولة العراقية ومرورا بعملائها الحكام ليكون الاحتلال الامريكي وتبعياته هو الذي عبث بالعراق حتى هذه الساعة , وبسبب هذه المراحل الحاكمية نتج لنا الاتي .

وطن مسلوب خيراته ، شعب ليس بمستوى ثقافة المسؤولية للحفاظ على كيان الدولة ، ظهرت جرائم ومفاسد في العراق لم يكن لها هذا الحجم الكارثي في العراق ، القانون ضعيف وضعف القانون اظهر درجة اخلاق الشعب العراقي ، ولست بصدد سرد الامثلة ولكن اكتفي بهذه الفقرة من بيان السيد السيستاني بعد لقائه مبعوث الامم المتحدة الدكتور محمد الحسان ” إعداد خطط علمية وعملية لإدارة البلد اعتماداً على مبدأ الكفاءة والنزاهة في تسنّم مواقع المسؤولية، ومنع التدخلات الخارجية بمختلف وجوهها، وتحكيم سلطة القانون، وحصر السلاح بيد الدولة، ومكافحة الفساد على جميع المستويات. ولكن يبدو أن أمام العراقيين مساراً طويلاً الى أن يصلوا الى تحقيق ذلك”

واما الحكومة فانها ليست بمستوى المسؤولية وضعيفة حتى هذه اللحظة بدليل ما تحدث عنه السيد في الفقرة اعلاه ، فانها عاجزة عن حفظ سيادة العراق ، عاجزة عن اعتماد ثقافة المواطنة بين الشعب العراقي بما فيهم الاكراد ، وبخصوص الاكراد من حقه ان يتمتع بكل امتيازاته سواء كانت ثقافية او مادية ولكن تحت قيادة حكومة مركزية تضمن حقوق كل مواطن عراقي .

النتيجة ينقص العراق شعب مثقف وحكومة مسؤولة والوطن يأن من الطرفين . مع احترامي للعراقيين المثقفين ومن في السلطة من الخيرين لكن العموم الظاهر على العراق مؤلم .    

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *