صوت كوردستان:
امتداد المواجهات الطائفية المشتعلة في سوريا إلى لبنان بدأ يظهر جلياً، مع تسجيل حوادث أمنية في المناطق ذات الغالبية الدرزية، مما ينذر بمخاطر تصاعد التوترات الطائفية داخل الأراضي اللبنانية. وفي هذا السياق، شهدت منطقة الجبل اللبناني حادثة خطيرة تمثلت في اعتداء مجموعة من الشبان على الشيخ حسين حمزة ، إمام مسجد بلدة الشبانية ، أثناء مروره مع عائلته على طريق البلدة.
بيان مشيخة العقل الدرزية
من جانبها، أصدرت مشيخة العقل الدرزية بيانًا استنكرت فيه بشدة الاعتداء على الشيخ حسين حمزة ، مؤكدة أن “هذا الفعل لا يمثل الجبل وأهله وقيمه الأخلاقية والاجتماعية والدينية”. وجاء في البيان:
“نرفع الغطاء عن أي مخلٍّ بالأمن والاستقرار، مهما كانت دوافعه وظروفه، ونؤكد تمسكنا بوحدة الجبل وعيش أبنائه المشترك.”
وشددت المشيخة على موقفها الثابت منذ بداية الأحداث في سوريا، والذي يتمثل في “رفض أي ممارسات خارجة عن القانون”، سواء كانت عبر قطع الطرقات أو الاعتداء على أبناء الطوائف الأخرى، بما في ذلك النازحون السوريون الموجودون في مناطقهم. وأكدت المشيخة أن العلاقات بين الطوائف اللبنانية، وخاصة بين الدروز والمسلمين السنة، “وطيدة ومتجذرة في عيش مشترك لا يمكن المساس به”.
مخاوف من تداعيات الأزمة السورية
حادثة الاعتداء على الشيخ حسين حمزة تعكس مدى هشاشة الوضع الأمني في لبنان، خاصة في ظل تصاعد التوترات الطائفية المرتبطة بالأزمة السورية. فمع استمرار العنف ضد الطائفة الدرزية في سوريا، بدأت بعض التداعيات تظهر على الساحة اللبنانية، حيث أصبحت المناطق ذات الغالبية الدرزية عرضة للاستفزازات والحوادث الطائفية.
وبينما تعمل الجهات الرسمية والأمنية على احتواء الحادثة ومنع تفاقم الأمور، فإن هناك تخوفات من أن يؤدي أي تصعيد طائفي إلى زعزعة الاستقرار الهش في لبنان، الذي يعاني أصلاً من أزمات سياسية واقتصادية متعددة.
الخلاصة: الحذر ضرورة لتجنب الفتنة
حادثة الاعتداء على الشيخ حسين حمزة وما أعقبها من توترات تسلط الضوء على أهمية الحفاظ على السلم الأهلي في لبنان، خاصة في ظل التداعيات الإقليمية للأزمة السورية. وبينما تعمل الجهات الأمنية والدينية على احتواء الحادثة، فإن التحدي الأكبر يبقى في منع أي محاولات لاستغلال هذه الحوادث لإشعال الفتنة الطائفية.