هل حان الدور على نساء الطائفة العلوية السورية ليتم اختطافهن وسبيهن واستعبادهن جنسياً ؟ نعم ، طالما هنالك أيدلوجية تسمح بسبي واستعباد النساء غير المسلمات إذاً هنالك أحتمال وارد جداً بقيام مجاميع خاصة من القوات السورية بسبي نساء الطائفة العلوية السورية والتعامل معهن بنفس طريقة التعامل مع النساء الإيزيديات ( سبي ، بيع وشراء وتقديمهن كهدايا للولاة بالإضافة إلى الخدمة المجانية والليالي الحمراء )، فقد وقعت تلك الطامة الكبرى ( طامة السبي )من قبل على النساء الإيزيديات على يد عناصر داعش قبل أكثر من عشرة سنوات ولحد يومنا هذا مازالت الآلاف من النسوة الأيزيديات في قبضة داعش وأشباههم ، فكل مبررات السبي والإختطاف الشرعية موجودة ومنها أولاً هي سنّة حسنة معمول بها عند السلف الصالح والحفاظ على هذه السنة الحسنة هو الحفاظ على الدين وعلى التراث ، ثانياً النساء العلويات مصنفات من النساء غير المسلمات حالهن من حال الإيزيديات حسب فتاوى مشايخ الذبح والإرهاب بمعنى هن من غير الحرائر ( فقط المسلمات هن الحرائر في التأريخ الإسلامي ) تبعاً للأيدولوجية التكفيرية التي يحملها رجالات جبهة النصرة والمسلحين الأجانب في سوريا في تصنيف العلويين بأنهم مشركين كفرة وثالثاً وهي المبرر الأهم لتفريغ شحنات الإنتقام التي طال إنتظارها بسبب الأخطاء الكارثية الظالمة لنظام حكم بشار الأسد العلوي المتوحش بحق الشعب السوري والذي كان مدعوماً من الطائفة العلوية . هذه المبررات وغيرها كفيلة بإطلاق يد العنان للقوى التكفيرية بإرتكاب أبشع الجرائم بحق الطائفة العلوية وفي مقدمة هذه الجرائم ستكون هواية التكفيرين المفضلة في سبي النساء و وطئهن عنوة .. تقارير الأمم المتحدة والوقائع والأخبار المتناقلة أكدت فعلاً وجود حالات اختطاف وسبي للنساء العلويات بشكل محدود في مدن الساحل ، وهذه الحالة قابلة للتوسع والازدياد مع قادم الأيام ، أكيد الهدف النهائي ليس هدفاً دينياً أو سياسياً بل شراهة وهوس جنسي وشذوذ أخلاقي ومكافأة للمقاتلين الأجانب الموجودين حالياً بكثرة في صفوف القوات غير النظامية للحكومة السورية . هذا القانون ( قانون السبي ) يمكن تطبيقه أيضاً على نساء الطائفة الدرزية والنساء الشيعيات والنساء الكورديات وسيكون المقاتل الفاعل التكفيري مأجور عند ربه على عمله لأنه يكون قد أحيا سنة صالحة وجاهد في سبيل إعلاء راية لا إله إلا الله . .ألف واربعمائة عام لم نتخلص من هذه الترهات والخزعبلات والعقد النفسية المريضة والتراث المخزي ، دائماً الإسلاميون الرساليون يبدأون خطواتهم بمناداة الحكم لله وتأسيس دولة الرسالة ونصرة المظلومين ، هذه المناداة التي تجذب قلوب المؤمنين في كل مكان وتثير حفيظتهم وتؤجج فيهم روح الحماسة والتضحية لملاقاة الرسول ع بالجنة لكن دعواتهم كالعادة تتغير تدريجياً إلى جمع وخزن الأموال والبحث عن الملذات وانتشار تجارة المخدرات وبيوت الدعارة وأسواق النخاسة ومخيمات للنازحين وشيوع ظاهرة الأرامل واليتامى بلا مأوى والأطفال الرضع الذين لا يعرف لهم أب . فهل مر على تأريخ الإنسان أقذر من هذه الإيدلوجية الوحشية ، وهل عرفت البشرية أمة مغفلة مثل هذه الأمة التي تؤمن بشرعية سبي النساء وتعتبره سنة حسنة تبيح لنفسها الموبقات واستعباد النساء وتستنكر على غيرها رقي المرأة في الطب والتعليم والهندسة والرياضة والفن ، وهل يمكن أن نتأمل خيراً من هؤلاء ؟ . أنا في رأيي هذه ليست مشكلة كبيرة تستحق إستهلاك الوقت للتفكير بها وإنما هي عينة جداً صغيرة مأخوذة من مشكلة أكبر إلا وهي كيف تتحجر عقول الناس وتتقبل مالا يتقبله عاقل ولا يستسيغه كائن حي خاصة عند شعوب منطقتنا ، فنحن نعيش أزمة عقل وأزمة أخلاق وأزمة تفكير وأزمة ضمير وإلا كيف تنتج هذه الأمة إناس قذرين مشوهين العقول فاقدين للإحساس والضمير يفعلون الأباطيل بأسم الدين وتصفق لهم الملايين ، والأكثر من ذلك فأن هؤلاء المنحرفين الضالين يجدون حاضنة في قلوب العامة من الناس ، هذه هي المصيبة ، هل تعتقدون بأن الذي يجلس في بيته ويفرح لفعل هؤلاء هو إنسان طبيعي بريء أم هو مختل التفكير ومشارك بكل جرم تقترفه أيادي الغدر ؟ هؤلاء لا يستحقون غير لقب الإرهاب ، متى ما أنفكت مجتمعاتنا منهم ومن عقائدهم عندها سنرتقي إلى الحياة بشكلها الصحيح .