تزامنا مع تخبط النظام الايراني في العديد من المشاکل والازمات المستعصية والمفاوضات المصيرية التي يخوضها بشأن برنامجه النووي المشبوه، فقد جاء حادثة تفجير بندر عباس المروعة لتزيد الطين بلة وتلفت الانظار أکثر الى الدور المشبوه لهذا النظام في داخل خارج إيران ولاسيما لأنه قد حرص دائما أن يجعل مصلحته الخاصة فوق کل إعتبار، وإن کل ما يعانيه الشعب الايراني حاليا إنما هو بسبب النهج والسياسة المشبوهة للنظام من أجل تحقيق غاياته سواءا على الصعيد الداخلي أم الخارجي.
حادثة التفجير المروعة التي صارت معظم الاصابع تشير الى النظام کمسبب أساسي للحادثة، فإنها صارت تثير قلق وخوف النظام ولاسيما بسبب صدى تأثيراتها داخليا وخارجيا، وفي کل مرة يزداد التٶکد واليقين من تورط النظام فيه، وبهذا الصدد، فقد كشفت وكالة “أسوشيتد برس” في تقرير لها بتاريخ 1 مايو 2025 أن مركز الانفجار الذي هز أحد الموانئ في جنوب إيران كان ضمن منشآت تابعة لـ”بنیاد مستضعفان”الخاضع مباشرة لإشراف مكتب الولي الفقیة علي خامنئي.
وأكدت الوكالة أن وزارة الخزانة الأميركية صنفت هذه المؤسسة ضمن الكيانات الخاضعة للعقوبات، مشيرة إلى ارتباط كبار مسؤوليها بـ”حرس النظام الإيراني” الذي يشرف على ترسانة الصواريخ الباليستية والعمليات العسكرية الخارجية للنظام. وأضاف التقرير أن المنشأة التي وقعت فيها الكارثة استقبلت شحنة من المواد الكيميائية الضرورية لإنتاج وقود الصواريخ الباليستية، وهي معلومة نفتها الجهات الرسمية الإيرانية، في حين تشير تقارير محلية متزايدة إلى أن ما تم تفريغه في الميناء كان عبارة عن شحنة غامضة وشديدة الانفجار.
الملاحظ إنه ومنذ وقوع الانفجار في ميناء الشهيد رجائي بمدينة بندرعباس، دخلت تصريحات مسؤولي النظام الإيراني في دوامة من التناقضات والتصريحات المتضاربة، تعكس حالة التخبط والتستر المتعمد. ففي حين نفت وزارة الدفاع الإيرانية وجود أي مواد عسكرية أو شحنات مشبوهة، صرح المدير التنفيذي لشركة “توسعه خدمات بندری سینا” بأن طبيعة الانفجار وقوته تدل على وجود مواد شديدة الخطورة، تم إدخالها بشكل مخالف للقوانين على أنها شحنة “عادية”وغير خطرة.
ومن جانب ثان، وبنفس السياق، فإن منظمة العفو الدولية التي أعربت في بيان نشر على منصة “إكس” بتاريخ 30 أبريل 2025 ، عن عميق أسفها إزاء الانفجار المروع الذي وقع في ميناء رجائي بمحافظة هرمزکان جنوبي إيران، والذي أسفر عن مقتل عشرات المواطنين وإصابة ما يزيد على ألف شخص، فقد طالبت بإجراء تحقيق دولي مستقل عن الاسباب الکامنة وراء هذه الحادثة مٶکدة بأن هذا الانفجار وقع في سياق ما وصفته بـ”الأزمة المستمرة للإفلات من العقاب الممنهج في إيران”، داعية إلى وصول فوري وكامل وغير مقيد للمراقبين المستقلينرواية الملالي لانفجار بندرعباس: تضليل ممنهج وتحريف للحقائق لقمع الحقيقة