نفي تسليم القواعد العسكرية, وفد من حكومة الجولاني يزور حقل كونيكو في ديرالزور لبحث تطبيق اتفاق سد تشرين

صوت كوردستان:

في خطوة تعكس استمرار الجهود الرامية إلى تثبيت الاستقرار في مناطق شمال شرق سوريا، زار وفد من الحكومة السورية حقل كونيكو بريف دير الزور، حيث استقبلهم وفد من قوات سوريا الديمقراطية (قسد) . الزيارة جاءت لبحث تطبيق بنود الاتفاق الموقع بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قسد الجنرال مظلوم عبدي ، والذي يهدف إلى تعزيز التعاون بين الطرفين وتحقيق الاستقرار في المناطق المتنازع عليها.

جهود دولية وإقليمية لدعم الاتفاق

كشف مصدر مطلع عن وجود “جهود من دولة إقليمية وأخرى دولية لإتمام الحوار واستكمال الاتفاق الموقع بين دمشق والقامشلي”، مشيرًا إلى أن هذه الجهود تأتي بعد فترة من التوترات الأمنية التي شهدتها المنطقة. وأوضح المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن الاجتماع ركز بشكل أساسي على ضرورة تطبيق اتفاق سد تشرين ، الذي ينص على تحييد السد كليًا عن الصراع العسكري.

اتفاق سد تشرين: إدارة مدنية وضمان الاستقرار

أكد المصدر أن سد تشرين سيظل تحت إدارة مدنية، وذلك بعد أشهر من الاشتباكات العنيفة التي طالت محيطه واستمرت لنحو ثلاثة أشهر بين قوات سوريا الديمقراطية من جهة، وفصائل الجيش الوطني الموالية لأنقرة من جهة أخرى. الاتفاق يهدف إلى ضمان استمرار عمل السد كمنشأة حيوية تؤمن المياه والطاقة لملايين السكان، ومنع تحويله إلى أداة للصراع.

نفى تسليم القواعد العسكرية

نفى المصدر بشدة الأنباء التي تم تداولها حول تسليم قاعدتي العمر وكونيكو للحكومة السورية، موضحًا أن النقاشات خلال الاجتماع ركزت بشكل حصري على بنود الاتفاق الموقع بين الشرع وعبدي . وأشار إلى أن الهدف الأساسي من الزيارة كان تأكيد الالتزام بتطبيق الاتفاق وتعزيز التنسيق بين الطرفين لضمان استقرار المنطقة.

أهمية حقل كونيكو ودوره الاستراتيجي

حقل كونيكو ، الواقع في ريف دير الزور، يُعتبر أحد أهم الحقول الغازية في سوريا، ويعد مصدرًا حيويًا لتوفير الطاقة اللازمة لتشغيل البنية التحتية في البلاد. السيطرة على هذا الحقل تمنح الطرف المسيطر نفوذًا كبيرًا، مما يجعله محورًا مهمًا في أي مفاوضات أو اتفاقيات بين الأطراف المختلفة.

التحديات المستقبلية

على الرغم من التقدم الذي تم إحرازه في تنفيذ بعض بنود الاتفاق، لا تزال هناك تحديات كبيرة أمام تحقيق الاستقرار الكامل في المنطقة. الفصائل المسلحة الموالية لأنقرة، إلى جانب التوترات المستمرة مع القوات التركية، تشكل تهديدًا دائمًا للأمن والاستقرار. كما أن التوافق بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية يحتاج إلى جهود مستمرة لتجاوز الخلافات التاريخية وبناء الثقة بين الطرفين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *