صوت كوردستان:
في خطوة أثارت جدلاً واسعًا واستياءً محليًا ودوليًا، أصدرت وزارة الدفاع السورية قرارًا بتعيين أحمد الهايس ، المعروف باسم “أبو حاتم شقرا” ، قائداً لـ “الفرقة 86” في المنطقة الشرقية التي تشمل محافظات دير الزور والحسكة والرقة . القرار جاء رغم السجل الإجرامي للهايس، الذي يُعتبر أحد أبرز المتورطين في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وحقوق المرأة، بما في ذلك اغتيال السياسية الكردية البارزة هفرين خلف .
من هو أحمد الهايس (أبو حاتم شقرا)؟
- الهايس هو قائد عسكري مثير للجدل، مدرج على لوائح العقوبات الأميركية بسبب تورطه في جرائم خطيرة، منها:
- قتل السياسية الكردية هفرين خلف وسائقها فرهاد رمضان في تشرين الأول 2019.
- ارتكاب انتهاكات جسيمة ضد حقوق الإنسان ، بما في ذلك استهداف النساء والإيزيديين.
- علاقات مشبوهة مع تنظيم “داعش” ، حيث تشير التقارير إلى تعاونه مع التنظيم الإرهابي في عمليات متعددة.
ردود الفعل: إدانة واسعة من قسد ومنظمات حقوقية
عقب الإعلان عن تعيين الهايس، أعربت العديد من الأطراف عن إدانتها الشديدة لهذا القرار، مشيرة إلى أنه يمثل تجاهلًا صارخًا للمعايير الأخلاقية والقانونية الدولية.
تصريحات روكسان محمد، الناطقة باسم وحدات حماية المرأة (YPJ):
قالت روكسان محمد ، القيادية في وحدات حماية المرأة المنضوية تحت سقف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ، عبر حسابها على منصة إكس (تويتر سابقًا) : “ندين بشدة تعيين حاتم أبو شقرا، المتورط في جرائم ضد النساء والإيزيديين واغتيال الرفيقة هفرين خلف وسائقها فرهاد رمضان، قائداً لما يُسمى بـ’الفرقة 86′. هذا التعيين يُشرعن الإفلات من العقاب ويُكرّس العنف ضد المرأة والشعوب الأصلية.”
وأضافت أن مثل هذه الخطوة تعكس سياسات غير مسؤولة تهدف إلى تعميق الانقسامات وتقويض الجهود المبذولة لتحقيق العدالة والمصالحة في المنطقة.
الفرقة 86: دورها وأهميتها
- الفرقة 86 هي جهة عسكرية تم تشكيلها حديثًا في المنطقة الشرقية، وتُعتبر جزءًا من القوات الموالية للحكومة السورية.
- مهمتها الرئيسية تتركز على فرض السيطرة الأمنية في مناطق دير الزور والحسكة والرقة، التي تتميز بتنوعها العرقي والديني.
- ومع ذلك، فإن تعيين شخصية مثل الهايس على رأس هذه الفرقة يثير تساؤلات حول الجدوى الحقيقية من تشكيلها وما إذا كانت ستُستخدم كأداة لتعزيز النفوذ العسكري أم لتعميق الانقسامات المحلية.
مخاوف من تصعيد العنف ضد المجتمعات المحلية
تعيين الهايس يثير مخاوف كبيرة لدى المجتمعات المحلية، لا سيما الأكراد والإيزيديين والنساء الذين كانوا ضحايا لانتهاكاته السابقة. فالخطوة قد تؤدي إلى:
- تصعيد العنف الطائفي والعرقي: حيث قد يستخدم الهايس منصبه الجديد لممارسة المزيد من القمع ضد هذه الفئات.
- شرعنة الإفلات من العقاب: إذ يُعتبر هذا التعيين رسالة سلبية بأن مرتكبي الجرائم يمكنهم تولي مناصب قيادية دون مساءلة.
- تهديد الاستقرار الإقليمي: خاصة في ظل التوترات المستمرة بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد).
الضغوط الدولية والإقليمية
على الرغم من أن الهايس مدرج على لوائح العقوبات الأميركية، إلا أن تعيينه يثير تساؤلات حول مدى فعالية الضغوط الدولية في تحقيق العدالة ومنع تكرار الجرائم. وقد طالبت منظمات حقوقية دولية بإعادة النظر في هذا القرار وملاحقة المسؤولين عنه.
خطوة مثيرة للجدل
تعيين أحمد الهايس (أبو حاتم شقرا) قائداً لـ الفرقة 86 يعكس سياسات مثيرة للجدل تستند إلى تجاهل القيم الإنسانية والقانونية. وإذا لم يتم التصدي لهذه الخطوة بإجراءات واضحة، فقد يؤدي ذلك إلى تفاقم الأوضاع الأمنية والسياسية في المنطقة الشرقية من سوريا.