قرية جلمود …‎ فؤاد عثمان

  /صحفي و ناشط في مجال الابادة الجماعية
في الذكرى السنوية 37  لأنفال  قرية جلمود و قرى سفح جبل
خالخالان
إذا كانت حلبجة رمزا لضحايا القصف الكيمياوي و عمر خاور رمز لهذه المدينة الجريحة ، إذا كانت كرميان أو جمجمال عاصمة الأنفال  ، ستبقى قرية جلمود رمزا لضحايا الأنفال لكثرة عدد ضحاياها مع صغرها
تقع قرية جلمود التابعة لناحية أغجلر في  قضاء چمچمال  ،على نهر  الزاب الصغير و تبعد عن الطريق الرئيسي  لكركوك السليمانية حوالي 50  كيلومتر والقريبة من سفح جبل خالخالان،  تعرضت هذه القرية و 12 قرية أخرى في إطار  عمليات الأنفال الرابعة إلى هجوم تعسفي ،حيث هاجم النظام الدموي هذه القري  واقتاد الأهالي إلى مصير مجهول  و في قرية جلمود وحدها انفل  النظام 450 مواطنا و في
القري المجاورة تم انفلة 1200 شخصا
يستذكر شعب كردستان بحزن شديد ذكرى انفال قرية جلمورد  و قرى أخرى
ففي 5_6\5\1988 هاجم النظام قرى سفح جبل خالخالان في إطار عمليات الأنفال الرابعة وفي يوم نهاية هذه المرحلة  هاجم النظام البعثي الدموي قرية جلمورد و سفح خالخالان في حدود ناحية اغجلر التابعة لقضاء جمجمال في السليمانية واقتاد اغلب اهالي هذه القرى من الرجال و الشيوخ و النساء والاطفال الى مصير مجهول و قتلهم بدم بارد وهم أحياء في صحاري الجنوب ولازال مصيرهم مجهولا الى يومنا هذا.
بهذه المناسبة الحزينة على قلوبنا ننحني إجلالا لأرواح الضحايا المؤنفلين  و نقف اكراما لهم
يروى عن شهود عيان عايشوا الجريمة وهم من ذوي المؤنفلين قالوا: بعد قصف قرى عسكر و كوبتةبة قبل ايام من انفال قرية جلمورد في 3/5/1988 لجئ اهالي قرية جلمورد والقرى المحيطة بها خوفا على حياتهم ، متخذا كهف ( باروشة) في جبل خالخالان الواقع جنوب غرب قريتهم ملاذا لهم. وعاشوا خلال فترة وجيزة قبل كشفهم عاشو حياة صعبة محرومين من كل وسائل الحياة .
وبعد كشف موقعهم عن طريق الخونة والمرتزقة الموالين للنظام، هدد قيادة القوة المنفذة لعمليات الانفال الرابعة في المنطقة في 5/5/1988 اهالي المنطقة الموجودين في الكهف بضرورة تسليم انفسهم خلافا لذلك سوف يتم قصفهم بالاسلحة الكمياوية، وكون انهم سبق وان رأو قصف القرى القريبة ( عسكر و كوبتةبة) و هم على دراية من همجية النظام ووحشيته وخوفا على ارواحهم قاموا بتسليم انفسهم وقام النظام باعتقال اكثر 200 مواطنا من أهالي القرى ومن قرية جلمود وحدها تم اعتقال450 شخصا من مجموع اهالي قرية جلمورد البالغ 550 شخصا بحيث لم يبقى احد من اكثرية العوائل ،تشير الاحصاءات الى ان عدد الذين انفلوا في كهف بابروشة يصل إلى 1200 شخص وهم اهالي القرى المجاورة لقرية جلمورد المؤنفلة.
ذوي الشهداء المؤنفلين في المنطقة لايزالون ينتظرون بفارغ الصبر جثامين المؤنفلين المغدورين الذين لم يبقى لهم اثر في الحياة وعيونهم على صحراء الجنوب واذانهم صاغية لسماع ولو خبر يكشف مصيرهم، فكلما كشف عن مقبرة جماعية في الجنوب تفتح جروحهم مرة اخرى و يتجدد حزنهم وتسيل الدموع و تنغمر اجفانهم مطالبين باعادة ولو قطع من عظام شهداءهم ليضمدوا بها جراحاتهم التي لا تندمل الى الابد.
كما ويطالبون بمحاكمة المتورطون مع النظام والذين ساندوه في عمليات الأنفال من رؤوساء الافواج الخفيفة والمفارز الخاصة والعمل من اجل اعادة. جثامين أحبابهم من المؤنفلين
بقى ان نقول اذا كانت حلبجة بكثرة عدد ضحاياها رمزا لضحايا القصف الكيمياوي فان قرية جلمورد بصغر مساحتها و كثرة ضحاياها تعتبر رمزا لضحايا عمليات الانفال سئية الصيت.
كل الاجلال لدماء شهدائنا الخالدين من الابرار الذين رووا بدمائهم الطاهرة ارض كردستان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *