بيان تاريخي: حزب دام بارتي يعلن بداية صفحة جديدة نحو السلام والديمقراطية في تركيا

 

في بيان تاريخي، أصدر حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (دام بارتي) موقفًا رسميًا يُعتبر نقلة نوعية على طريق إنهاء صراع دام خمسين عامًا بين الدولة التركية وحزب العمال الكردستاني (PKK) . البيان، الذي جاء بالتزامن مع قرارات تاريخية أعلن عنها مؤتمر حزب العمال الكردستاني، يعكس رؤية مشتركة لإعادة بناء السلام والديمقراطية في تركيا والمنطقة.

اللحظة التاريخية: خطوة نحو السلام

وصف البيان هذه اللحظة بأنها “تاريخية”، مؤكدًا أن الشعب التركي يقف على أعتاب مرحلة جديدة من السلام والديمقراطية بعد عقود من الصراعات المسلحة التي أودت بحياة الآلاف من الأتراك والكورد وغيرهم من مكونات المجتمع التركي.

  • إحياء الديمقراطية:
    يشدد البيان على أهمية الانتقال من “السلاح والإنكار” إلى “السياسة والتفاهم”، مؤكدًا ضرورة بناء مجتمع ديمقراطي تسود فيه العدالة والمساواة بين جميع المواطنين بغض النظر عن هوياتهم أو معتقداتهم.
  • تجاوز الألم المشترك:
    يستذكر البيان بكل احترام العميق جميع الضحايا الذين فقدوا حياتهم خلال الصراعات الطويلة، مشيرًا إلى أن “الألم ليس له لون أو لغة أو هوية”. ويؤكد أن الدموع التي سقطت من جميع الهويات والمعتقدات قد توحدت اليوم في “بحر واحد”، مما يشكل أساسًا مشتركًا لبناء مستقبل أفضل.

نداء للبرلمان والمؤسسات السياسية

أكد الحزب على الدور المحوري الذي يجب أن تلعبه المؤسسات السياسية التركية، وفي مقدمتها البرلمان التركي ، في تحقيق السلام والديمقراطية. ودعا جميع الأطراف السياسية إلى تحمل مسؤولياتها التاريخية لحل القضية الكوردية وتحقيق الديمقراطية الحقيقية في البلاد.

  • المسؤولية التأريخية:
    البيان يشدد على أن مهمة البرلمان في بناء السلام الاجتماعي هي “مقدسة”، ولا ينبغي أن تكون خاضعة لأي مصالح سياسية ضيقة.
  • إرساء الأرضية القانونية:
    يدعو الحزب إلى إنشاء إطار قانوني ومؤسسي يضمن استدامة هذا السلام ويحول الخطوات التاريخية المتخذة إلى واقع دائم.

التقدير والشكر

وجه الحزب شكره وتقديره لجميع الأطراف التي ساهمت في دفع عملية السلام:

  1. عبد الله أوجلان:
    وصفوه بأنه “تحمل مسؤولية تاريخية” في تقدم هذه العملية.
  2. شعوب تركيا:
    شكر الحزب الشعب التركي الذي دفع ثمن السلام بأرواح أبنائه ودموعه.
  3. الرئيس أردوغان:
    تم الإشادة بدور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تبني إرادة الحل.
  4. دولت باخجلي وأوزغور أوزيل:
    ذكر الحزب أيضًا رئيس المعارضة الرئيسي أوزغور أوزيل ورئيس حزب الحركة القومية دولت باخجلي لدعمهما لهذه العملية.

دعوة للمجتمع المدني والمواطنين

أكد الحزب أن مسؤولية بناء السلام وضمان المستقبل لا تقع فقط على عاتق السياسيين، بل تتطلب جهودًا مشتركة من جميع أطياف المجتمع:

  • المجتمع المدني:
    دور المنظمات غير الحكومية والمدنيين في تعزيز السلام والديمقراطية.
  • الشعب التركي:
    دعوة مباشرة إلى المواطنين الأتراك البالغ عددهم 85 مليونًا ليكونوا جزءًا من هذه العملية التاريخية.

وعد مقدس لتحقيق السلام

اختتم دام بارتي بيانه بوعد مقدس بأن يكون الحزب في طليعة الدفاع عن المواطنة المتساوية والديمقراطية والسلام. وأكد أنهم لن يسمحوا بأي خطوات أو خطابات تضر بالعملية السلمية، وأنهم سيظلون المدافعين عن حقوق الشعوب المظلومة.

ذكرى سري ثريا أوندر:
خُتم البيان بتقديم التحية لـ”سري ثريا أوندر”، أحد رموز السلام وأخوة الشعوب، الذي كرس حياته لهذا النضال

بداية جديدة نحو مستقبل ديمقراطي

هذا البيان يمثل نقطة تحول محورية في تاريخ تركيا الحديث. إنه ليس مجرد إعلان عن نهاية الصراع، بل هو بداية لمرحلة جديدة من السلام والديمقراطية. ومع ذلك، فإن نجاح هذه العملية يتطلب تضافر الجهود من جميع الأطراف، بما في ذلك الحكومة، البرلمان، المجتمع المدني، والمواطنين.

يبقى السؤال: هل ستتمكن تركيا من تجاوز التحديات التاريخية والسياسية لتحقيق هذا السلام المستدام؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *