كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية ، الخميس، عن زيارة غير معلنة لمسؤولين سوريين إلى إسرائيل في شهر أبريل الماضي، حيث جرت محادثات مباشرة وسرية بين الطرفين. هذه التطورات تأتي في ظل تحولات سياسية وإقليمية كبيرة، وفي وقت تستأنف فيه إسرائيل وتركيا المحادثات بوساطة أذربيجانية.
محادثات سورية-إسرائيلية سرية
وفقًا للتقرير، زار وفد سوري رفيع المستوى إسرائيل، وضم شخصيات دفاعية كبيرة بالإضافة إلى مسؤولين من محافظة القنيطرة ، التي تقع في هضبة الجولان. الاجتماعات استمرت لعدة أيام داخل إسرائيل، وشارك فيها مسؤولون إسرائيليون من وزارة الدفاع.
التقرير أشار أيضًا إلى أن هذه المحادثات تزامنت مع زيارة وفد ديني من مشايخ الطائفة الدرزية السورية إلى إسرائيل، مما قد يشير إلى وجود تنسيق أوسع بين الجانبين في مجالات متعددة، بما في ذلك القضايا الإنسانية والدينية.
مطالب إسرائيل الثلاثة
في سياق آخر، ذكرت هيئة الإذاعة الإسرائيلية أن إسرائيل ستطرح خلال المحادثات مع تركيا ثلاث مطالب رئيسية، والتي قد تعكس أيضًا أولوياتها في التعامل مع سوريا:
- ضمان عدم وجود أي قوة عسكرية تهدد أمنها قرب الحدود السورية:
إسرائيل تسعى إلى ضمان عدم وجود أي قوات أو ميليشيات مدعومة من إيران أو حزب الله بالقرب من حدودها الشمالية. - التأكيد على خلو سوريا من الأسلحة الاستراتيجية:
إسرائيل تطالب بإزالة أي أسلحة استراتيجية قد تشكل تهديدًا مباشرًا لها، بما في ذلك الصواريخ بعيدة المدى. - عدم السماح لسوريا بأن تكون مصدر تهديد مباشر:
تسعى إسرائيل إلى ضمان أن سوريا لن تتحول إلى منصة لشن هجمات أو عمليات ضد الدولة العبرية.
دور الوساطة التركية والأذربيجانية
أكدت التقارير أن إسرائيل وتركيا استأنفتا اليوم الخميس المحادثات في العاصمة الأذربيجانية باكو ، بوساطة من الحكومة الأذربيجانية. هذه المحادثات تهدف إلى تعزيز التعاون بين البلدين حول قضايا إقليمية، بما في ذلك الوضع في سوريا.
تركيا، التي أصبحت لاعبًا رئيسيًا في سوريا، يمكن أن تلعب دور الوسيط بين دمشق وتل أبيب، خاصة في ظل الجهود الرامية إلى إعادة سوريا إلى الحاضنة العربية والإقليمية. ومع ذلك، فإن تحقيق هذه الأهداف يتطلب تعاونًا وثيقًا بين جميع الأطراف المعنية.
أهمية زيارة المسؤولين السوريين
زيارة المسؤولين السوريين إلى إسرائيل تمثل خطوة نادرة وغير مسبوقة منذ سنوات طويلة من القطيعة الدبلوماسية بين البلدين. هذه الخطوة قد تشير إلى:
- تغيير في السياسة السورية:
دمشق قد تكون تسعى إلى تحسين علاقاتها مع إسرائيل ضمن إطار استراتيجي أوسع لاستعادة دورها الإقليمي. - جهود لتحقيق الاستقرار الإقليمي:
هذه المحادثات قد تكون جزءًا من جهود دولية وإقليمية لحل النزاعات في المنطقة، بما في ذلك الملف السوري. - تنسيق بشأن الأمن والحدود:
النقاشات قد تكون ركزت على قضايا أمنية، مثل وضع هضبة الجولان، ووجود القوات الأجنبية في سوريا، ومكافحة الإرهاب.
ردود الفعل والتوقعات
- داخل إسرائيل:
- قد تتلقى هذه الخطوة ترحيبًا من بعض الأوساط السياسية والعسكرية التي ترى فيها فرصة لتقليل التوترات مع سوريا.
- لكن المعارضة قد تنتقد الحكومة إذا اعتبرت أن هذه المحادثات تمنح النظام السوري شرعية دون تحقيق مكاسب واضحة.
- على المستوى الإقليمي:
- هذه الخطوة قد تثير تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين سوريا وإيران، حيث تعتبر طهران حليفًا رئيسيًا لدمشق.
- الدول العربية قد تراقب عن كثب مدى تقدم هذه المحادثات وكيفية تأثيرها على عملية إعادة سوريا إلى الجامعة العربية.
- دولياً:
- الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد يدعمان هذه الخطوة إذا كانت تهدف إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة.
- لكن هناك مخاوف من أن تؤدي هذه المحادثات إلى تهميش القضايا الإنسانية والسياسية الكبرى المتعلقة بالشعب السوري.
المفاوضات السرية بين سوريا وإسرائيل تُظهر رغبة الطرفين في استكشاف فرص جديدة للتعاون أو على الأقل تخفيف التوترات. ومع ذلك، فإن نجاح هذه الجهود يعتمد على مدى التزام الطرفين بتحقيق أهداف مشتركة، وعلى الدور الذي ستلعبه الأطراف الإقليمية والدولية في دعم هذه العملية.