في موقف صارم، وصفت وزارة الخارجية الأمريكية قرار الحكومة السورية بتعيين “أبو حاتم شقرا”، قائداً لفرقة عسكرية في الجيش السوري، بأنه “خطأ جسيم”. جاء ذلك على لسان المتحدثة باسم الوزارة، تامي بروس ، خلال تصريحات أدلت بها لشبكة رووداو الإعلامية يوم الخميس.
انتقاد أمريكي للقرار
اعتبرت بروس أن تعيين شخصية مثل “أبو شقرا”، التي تُتهم بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان وتعطيل الجهود الدولية لهزيمة تنظيم داعش ، في منصب رسمي يمثل “خطوة غير مسؤولة”. وقالت:
“قرار السلطات المؤقتة بتعيين هذا الشخص، الذي له سجل طويل في انتهاكات حقوق الإنسان وتقويض جهودنا لهزيمة داعش، في منصب رسمي، هو خطأ جسيم لا تدعمه الولايات المتحدة.”
وأضافت أن واشنطن تعتبر هذه الخطوة “غير مقبولة” وتتعارض مع الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار والأمن في سوريا.
أحمد إحسان فياض الهايس ، الملقب بـ”أبو حاتم شقرا”، هو قائد سابق في فصيل “أحرار الشرقية” المدعوم من تركيا، وكان مرتبطًا بارتكاب جرائم خطيرة ضد المدنيين، بما في ذلك اغتيال هفرين خلف ، السياسية الكردية البارزة. تم إدراج اسمه على قوائم العقوبات الأمريكية بسبب دوره في انتهاكات حقوق الإنسان وعلاقاته المشبوهة مع جماعات متطرفة.
الأسبوع الماضي، أعلنت وزارة الدفاع السورية تعيينه قائداً لـالفرقة 86 ، المسؤولة عن قطاعات في محافظات دير الزور والحسكة والرقة ، وهي مناطق استراتيجية غنية بالموارد الطبيعية.
المعارضة السورية وبعض الأحزاب الكردية، مثل حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، أعربت عن رفضها القاطع لهذا التعيين، واصفة إياه بأنه “تهديد مباشر للأمن والاستقرار”.
السكان المحليون في المناطق التي ستتولى الفرقة 86 مسؤوليتها يشعرون بالقلق من احتمال تصاعد العنف والانتهاكات
أسباب القلق الأمريكي
- انتهاكات حقوق الإنسان:
الولايات المتحدة تعتبر “أبو شقرا” مسؤولًا عن جرائم خطيرة، بما في ذلك قتل المدنيين والإيزيديين، ما يجعله شخصية غير مؤهلة لتولي مناصب رسمية. - تهديد جهود محاربة داعش:
تعيين شخصية مرتبطة بتقويض الجهود الدولية لهزيمة التنظيم الإرهابي يثير مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى زعزعة الاستقرار في المناطق التي لا يزال فيها التنظيم ناشطًا. - تعقيد العلاقات مع الأكراد:
هذا القرار قد يعمق الهوة بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة أمريكياً، مما يعقد الجهود الرامية إلى تحقيق المصالحة الوطنية.
تعيين “أبو حاتم شقرا” في منصب رسمي يعكس استمرار الحكومة السورية في اتباع سياسات قد تؤدي إلى تصعيد التوترات الداخلية والخارجية. ومع انتقاد الولايات المتحدة الشديد لهذا القرار، يبدو أن سوريا أمام اختبار كبير لموازنة مصالحها الداخلية مع الضغوط الدولية.