عودة بعش العوائل السورية من لبنان إلى بلادهم

صوت كوردستان

في تطور لافت، عادت 150 عائلة سورية طواعية إلى سوريا من الدول المجاورة خلال الأيام الأخيرة، في إطار جهود تسهيل عودة اللاجئين السوريين الذين نزحوا بسبب الأوضاع الأمنية والمعيشية الصعبة التي شهدتها البلاد على مدى سنوات. كما شهد يوم أمس عودة 50 عائلة أخرى عبر معبر جوسيه إلى مدينة القصير وقرى ريف حمص، مما يعكس استمرار الجهود المبذولة لإعادة النازحين إلى مناطقهم الأصلية.

استئناف عمليات العودة الطوعية
أواخر أبريل الماضي، استأنف الأمن العام اللبناني تنفيذ خطط “العودة الطوعية” للاجئين السوريين من بلدة عرسال ، بعد توقف مؤقت عن تنفيذ هذه الخطط. كانت هذه الآليات تعتمد على تنظيم عمليات العودة بالتنسيق مع السلطات السورية، بهدف ضمان سلامة العائدين وتسهيل دمجهم في مجتمعاتهم المحلية. ومع ذلك، لا تزال هذه الخطط تواجه تحديات كبيرة، بما في ذلك:

الوضع الأمني:
رغم التحسن النسبي في بعض المناطق السورية، فإن الأوضاع الأمنية لا تزال غير مستقرة بالكامل، مما يجعل العديد من اللاجئين مترددين في العودة.
الظروف المعيشية:
الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في سوريا تشكل عائقًا كبيرًا أمام عودة اللاجئين، حيث يعاني البلد من أزمات اقتصادية حادة ونقص في الخدمات الأساسية.
مخاوف من الانتقام:
بعض اللاجئين يخشون من تعرضهم لضغوط أو انتقام من قبل السلطات السورية أو جهات أخرى.
اجتماع وزاري حول ملف اللاجئين
على هامش مؤتمر “الإسكوا” الذي عُقد في بيروت منتصف أبريل الماضي، ناقشت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل السورية هند قبوات مع نظيرتها اللبنانية حنين السيد ملف اللاجئين السوريين في لبنان. الاجتماع جاء في ظل الضغوط المتزايدة التي تواجهها الحكومة اللبنانية لمعالجة أزمة اللاجئين، حيث يعيش أكثر من مليون لاجئ سوري في لبنان، مما يضع أعباء كبيرة على الاقتصاد والبنية التحتية في البلاد.

الجهود المشتركة:
الطرفان أكدتا على أهمية التعاون بين البلدين لتسهيل عودة اللاجئين بشكل آمن وكريم، مع توفير الضمانات اللازمة لحمايتهم.
التحديات اللوجستية:
ناقشت الوزارتان سبل تحسين البنية التحتية في المناطق التي تستقبل العائدين، بما في ذلك الصحة والتعليم والإسكان.
نزوح جديد بسبب تصاعد الأعمال العدائية
في سياق متصل، أفادت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) بأن أكثر من 21 ألف شخص نزحوا من سوريا إلى لبنان خلال شهر مارس الماضي، هربًا من تصاعد الأعمال العدائية في مناطق الساحل السوري. هذا النزوح الجديد يعكس استمرار التحديات الأمنية في سوريا، خاصة في المناطق التي تشهد اشتباكات بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة أو التنظيمات المسلحة.

أسباب النزوح:
القصف والاشتباكات في مناطق الساحل.
تدهور الظروف المعيشية وعدم توفر الحماية.
التأثير على لبنان:
هذا النزوح يزيد من الضغوط على لبنان، الذي يعاني أصلاً من أزمات اقتصادية وسياسية حادة.
دور المجتمع الدولي
تؤكد مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن أي عملية عودة يجب أن تكون آمنة وكريمة ومستدامة ، مشددة على ضرورة توفير الضمانات اللازمة لحماية اللاجئين. وتدعو المنظمات الدولية المجتمع الدولي إلى:

دعم جهود إعادة الإعمار:
توفير المساعدات المالية والتقنية لإعادة بناء البنية التحتية في سوريا.
تعزيز التعاون الإقليمي:
تشجيع الدول المجاورة، مثل لبنان والأردن وتركيا، على مواصلة استضافة اللاجئين حتى يتم تحقيق الاستقرار الكامل في سوريا.
معالجة الأسباب الجذرية:
العمل على حل الأزمات الأمنية والاقتصادية التي تدفع اللاجئين إلى النزوح أو تمنعهم من العودة.
عودة 200 عائلة إلى سوريا خلال الأيام الأخيرة تمثل خطوة إيجابية نحو حل أزمة اللاجئين، لكنها لا تزال محدودة مقارنة بأعداد اللاجئين الكبيرة في الدول المجاورة. ومع استمرار التحديات الأمنية والاقتصادية في سوريا، يبقى السؤال: هل ستتمكن الجهود الدولية والمحلية من تحقيق عودة آمنة وكريمة لجميع اللاجئين؟ وهل ستكون هناك ضمانات كافية لضمان عدم تكرار النزوح؟

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *