صوت كوردستان:
في تصريحات مهمة، وصف وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الوضع في سوريا بأنه “هش وخطير”، مؤكداً أن تركيا تتمسك بوحدة الأراضي السورية وتشجع الإدارة الجديدة في دمشق على الانفتاح على المجتمع الدولي. جاءت هذه التصريحات خلال مقابلة تلفزيونية أجرتها قناة محلية يوم الجمعة-السبت، حيث أكد فيدان أن بلاده تتبع نهجًا بناءً وشاملاً للتعامل مع التحديات الإقليمية في سوريا والعراق.
تركيا تدعم الحوار السوري-السوري
شدد الوزير التركي على أن مقاربة أنقرة في سوريا تقوم على مبدأ أساسي يتمثل في السماح للسوريين بأنفسهم باتخاذ القرارات المتعلقة بمستقبل بلادهم. وقال: “نرى أن هناك أرضية زلقة ووضعاً هشاً وخطيراً في كل من سوريا والعراق. لذلك، ننتهج سياسة خارجية بناءة للغاية تعتمد على الشمولية لتحسين هذا الوضع.”
وأضاف فيدان أن تركيا تجري مشاورات مع الإدارة السورية الجديدة، معرباً عن أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي السورية. وأكد أن الجانب السوري يدرك جيداً ما تمثله تركيا كجار وشريك استراتيجي.
حزب العمال الكردستاني: موقف تركي واضح
بالنسبة لوجود حزب العمال الكردستاني (PKK) في سوريا عبر وحدات حماية الشعب الكردية (YPG) ، التي تقود قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، قال فيدان: “المهم بالنسبة لنا هو أن العناصر “الإرهابية” المسلحة التي كانت تؤثر في تركيا منذ البداية ليست موجودة في المنطقة.”
وأضاف أن حل “حزب العمال الكردستاني” وإلقائه سلاحه سيكون له انعكاسات إيجابية على وجوده في سوريا والعراق. وأوضح: “إذا قرر حزب العمال الكردستاني حل نفسه وإلقاء أسلحته، فسنرى جميعاً مع مرور الوقت كيف سينعكس ذلك على موطئ قدمه في سوريا والعراق.”
الوضع في العراق وسوريا: عدم استقرار مستمر
وصف فيدان الوضع في سوريا والعراق بأنه “غير مستقر”، مشيرًا إلى أن وجود “حزب العمال الكردستاني” في البلدين يمثل “احتلالاً للأراضي”. وقال: “وجود حزب العمال الكردستاني داخل تركيا أصبح شبه مستحيل، لكن أراضي سوريا والعراق ما زالت تحت الاحتلال. نقول لهم إن عليكم اتخاذ خطوات، ونلاحظ أنهم أيضاً منزعجون من احتلال أراضيهم.”
رسائل تركية للإدارة السورية الجديدة
تصريحات فيدان تعكس موقفًا تركيًا متوازنًا تجاه سوريا، حيث تسعى أنقرة إلى:
تعزيز العلاقات مع دمشق:
من خلال الحوار والمشاورات المباشرة.
ضمان الأمن القومي التركي:
عبر مكافحة الجماعات المسلحة التي تعتبرها تهديدًا لأمنها.
دعم الاستقرار الإقليمي:
من خلال تشجيع سوريا على الانفتاح على المجتمع الدولي ورفع العقوبات عنها.
تمثل تصريحات وزير الخارجية التركي إشارة واضحة إلى أن أنقرة تسعى لتعزيز دورها كوسيط إقليمي لتحقيق الاستقرار في سوريا والعراق. ومع ذلك، فإن النجاح في هذه الجهود يعتمد على مدى استجابة الأطراف المعنية، خاصة الإدارة السورية الجديدة والمجتمع الدولي.