هذيان يستفيد منه الأمريكان- القصر الكبير : مصطفى منيغ

لا شيء يبدو طبيعياً ، المُبالَغَة سيدِّة المواقف تُسيطِر حرفياً ، فيما دُبِّرَ خرَافِياً ، لا يدع الرِّجعة المُعدّةَ للاستدراك مبدئياً ، تقود من جديد نظاماً أنهار جِذرياً ، حتى في عقول أصحابه شاخ تجاوزه الأوان  عَملِياً ، ولا زال مسيطراً بغير حدود وهو المرفوض منطقياً ، من طرف مَنْ مَلُّوا تكرار نفس السياسات الجاعلة تقنياً ، المنبوذ يُرَمَّمُ بالتَّرقيع غير المباح دولياً ، إلا لمن ملكَ مباركة شيطان حامياً مثلثاً ماسونيا ،  أحد أضلعه كان يهودياً فصار إسرائيلياً ، لتخريب غير القابل للتخريب بالأخْرَبِ المُبتَكَر سلاحاً أمريكياً .

… صدعوا رؤوس الناس بتصريحات الرئيس ترامب المضاف إليها توابل تلوين طبخ الكلام بما يلائم ذوق بعض حكام عرب الشرق الأوسط فيزدردوه طعاما يحسبوه شهياً ، رغم أنفهم وهو أمَرّ مِن الحنظل بكل ما علق به مِن تهديدات ووعود وأوامر وتخويف وإفراغ المحتوى من جادة الصواب  بهدف واحد إظهار قوة ذاك الرئيس البركانية  الصاعدة عالياً ، تحوم فوق سائر أقطار الغرب عساها تتبعه في محاربة الصين ولو عشوائيا ، إيران بحدسها المخابراتي أدركت أن الرئيس ترامب كلامه لا يتناسب وما الإدارة الأمريكية عازمة على القيام به بل لما فاه به صباحاً في المساء له ناسياً ، فلا حرب يستطيع دفع جيوشه لخوضها ولا هو راغب في إنهاء التوتر القائم في المنطقة حيث الحضور الأبرز على أحداثها الحالية كالمرتقبة جعله عن قصد مقصودٍ إيرانيا ، لإخضاع دول الثراء الفاحش على الدفع وهي صاغرة لا تنطق إلا بفروض الطاعة  غيابياً حضورياً .

… الهش معرَّض للتبدُّد دون عناء مهما كان نظاماً لحكمٍ يحيا بمقومات محركها يُدار خارجياً ، في تَسترٍ مُطلقٍ عن التكاليف الباهظة المدفوعة أولياً ، في تكرار متى عزمت الولايات المتحدة الأمريكية تعويض خزانتها عن أي خسارة لا علاقة لها بذات الموضوع نهائياً ، وستظل مثل المعادلة ما دامت إيران موصوفة من لدن القيادة الأمريكية بوحش ُمتوحِّش أكثر من أشرس الوحوش متى تخلَّص من قفص المنع بامتلاك القنبلة النووية افترس المملكة السعودية وجعل نظامها بالحَصَى المسحوق متساوياً ، وإيران أبعد ما تكون عن الوصف المشين ذاك لكنها الحاجة لتبرير الرغبة في حلب المزيد من أبقار تلك الدول حتى تدركَ إن أدركت يوماً أنها مصدر ما تشهده منطقة الشرق الأوسط بارتمائها بين أحضان أمريكا بتلك الطريفة التي فاقت التمييع بتميُّعٍ لا تميع أشدّ وقعاً على حاضرها كمستقبلها بالمُنتظر الأسوأ مفصليا ، إن لم يتم تفريق العقل العاقل حينما يتدبر بحق ما هو حق وبالحق و العقل الطائش الهائم مع أحلام العظمة المؤدية لمرض الغرور المتحول به مَن كان مُتَّزِناً سعيداً فعاد مخبولاً شقياً.

الاثنين 12 ماي سنة 2025

مصطفى منيغ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *