قمة بغداد بين الأقوال والأفعال- لؤي الموسوي

بغداد تعود من جديد لتصدر المشهد بأحتضانها القمة العربية بدورتها 34، رغم محاولة البعض من الداخل والخارج سلب الأضواء منها، و التقليل من شأنها!
واقع الحال مؤلم لما تعانيه الدول العربية من نكبات وويلات وخذلان.. لهذا وقع على عاتق قمة بغداد مسؤولية كبيرة، بسبب التحديات والملفات المعقدة التي تخص العالم العربي، كقضية فلسطين الأزلية، و ما يحصل فيها من مجازر دموية على يد الكيان الصهيوني،و لبنان الجرح النازف و ليبيا غير المستقرة و السودان المنقسم، و العدوان المتكرر على اليمن فضلاً عن انقسامه لجبهات متناحرة فيما بينها..                                                                        هناك أيضا سوريا المضطربة سياسياً و أمنياً، و ما يحصل فيها من تصفية جسدية على الهوية على يد مجاميع متطرفة، الأمر الذي يستدعي من الجميع وقفة جادة تجاه هذه التحديات لمعالجتها، و ليس قمة تعقد يتم فيها تبادل التهاني و التبريكات و الخطب، التي لا تجدي نفعاً للشعوب العربية.
بغداد تطمح ان تكون هذه القمة مختلفة عما سبقها، وتسعى جاهدة ان تكون مبعث امل للمواطن العربي، بصفة جامعة وليس مفرقة “متناحرة“ رغم أن الشعب العربي فقد الأمل بجامعة الدول ومخرجاتها التي عبارة حِبرٌ على ورق لعقودٍ خلت.
بغداد رغم ما مر بها من ألم الجِراح، متمثلة بالحكم الدكتاتوري البعثي والعزلة السياسية والإقتصادية قبل 2003 وبعد التحرر من سطوة الظالم عصفت به رياح الأحتلال، وقوى التطرف الإرهابي المدعوم من اطراف عربية وإقليمية ودولية حاولت الفتك، وموقف اشقاءه العرب الذين كانوا متفرجين، الا ان بغداد لم تقف ذات الموقف، والشواهد كثيرة على تضامنها مع العديد من البلدان في محنهم، وما قدمته إلى فلسطين و لبنان و سوريا و اليمن، من مساعدات عينية ومعنوية الشيء الكثير، من خلال القنوات الدبلوماسية وغير الدبلوماسية..                                                                                                                اليوم تقف مجدداً تمد يدها لأنتشال الأمة مما هي عليه من التناحر والتمزق، لشعورها بالمسؤولية الشرعية والأخلاقية، عبر المبادرات الوطنية في حلحلة الأزمات ودرء الفتن و المخاطر التي تحدق بالأمة، عبر الجلوس حول طاولة الحوار البناء، الذي يحفظ كرامة وسيادة المجتمع العربي..
بغداد حاضرة و فاعلة لما لها من أثر وتأثير، على الساحة العربية والإقليمية لن نبالغ ان قلنا الدولية..  فهي تمتاز بالمواقف الصلبة والجريئة، كونها لا تهادن ولا تساوم على المبادئ والقيم الأصيلة، لا تنحاز لهذا الطرف على حساب الآخر، همها لم شمل الأمة العربية من الضياع، وتوحيد موقفها تجاه القضايا المصيرية، وعدم الأكتفاء بالبيانات التي لا تغير من الواقع شيء..
ما قمة بغداد اليوم إلا خير دليل على ذلك، عملت من اجل الجميع في سبيل رفعة كرامة الأمة، في رص الصفوف لمواجهة العدو المشترك ونبذ الخلافات جانباً من اجل الشعوب العربية التي عانت الويلات، كذلك تحويل القمة من خِطاب استنكار إلى افعال تترجم على أرض الواقع لأعادة الثقة للشعوب العربية بنفسها و بمجدها، عبر مبادرات عملية ملموسة، من هذه المبادرات كانت صندوق دعم الأعمار متبرعة بمبلغ 40 مليون دولار، مبرهنة إن بغداد حين تقول كلمة تترجمها على أرض الواقع لا حبر على ورق، بغداد افعال و ليس أقوال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *